Monday, September 8, 2008

المؤتمر السادس لفلسطينيي اوروبا

فلسطينيو اوروبا: المؤتمر السادس لفلسطينيي اوروبا
ستون عاما من النكبة وللعودة اقرب

"ستون عاما من النكبة رؤية من الداخل"

امير مخول
المدير العام لاتحاد الجمعيات العربية (اتجاه)
رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الحريات

الحشد الهائل الفلسطينيون القادمون بآلافهم من كل مكان لنؤكد سوية ان لنا مكان، لنا وطن، لنا فلسطين التي نعود اليها وتعود الينا. هذا الحشد يعيد رسم خارطة فلسطين برونق اهلها من كل مدينة وقرية هدمها لاالمشروع الصهيوني وهجّر اهلها، لكن فلسطين بقيت فيهم واليهم وستبقى كذلك.

احيي بداية الجهات المنظمة لهذا المؤتمر الهام والضروري في لم الشمل الفلسطيني خارج الوطن مؤقتا وهو شرط اساسي للم شملنا جميعا في فلسطين، ليجمعنا الوطن مجددا نحن اللاجئين الصامدين في وجداننا ونحن الباقين الصامدين في الوطن. لتجمعنا فلسطين وهذا ليس شعارا او حنينا فحسب (ولا عيب بالشعار ولا بالحنين) بل مشروعا سياسيا وراءه حلم وارادة شعب وأمّة حتى وان كانت مأزومة ووراءه حق عادل لشعب ووطن.

ستون عاما من النكبة هي مناسبة للشعب الفلسطيني لينظر داخليا، باتجاه التقييم لمساره لكن بالاساس بغية الانطلاق لاحقاق حقوقه معتمدا على قوة ارادته وصموده ومقاومته, وعلى بعده العربي والاسلامي والدولي. انها مناسبة لدعوة لاعادة الاعتبار السياسي والشعبي للثوابت الوطنية الفلسطينية التاريخية

وستون عاما من النكبة المتواصلة بكل معني الكلمة هي تأكيد ان شعبنا قاوم النسيان وهزم المخطط الصهيوني بهذا الشأن، وبقي حلم العودة واعادة بناء الوطن هما المشروع رغم كل الصعوبات بنت اللحظة والتي نعيشها في غزة والضفة والقدس والـ48 والشتات.

رؤية من الداخل؟

عندما طلب مني ان اتحدث عن رؤية من الداخل، راودني اولا السؤال وهل رؤية من الداخل هي خلاف رؤية من الخارج؟؟ او بالاحرى هل رؤية من الداخل يجب ان تكون خلاف الرؤية من الخارج؟؟ وهل دور الداخل هو في الداخل ودور الخارج هو في الخارج، وهل هناك داخل وخارج في مفاهيمنا وهل في المقابل هناك خارج وداخل في رؤية المشروع الصهيوني.؟؟ والحقيقة ان الواقع الفلسطيني الاني يتطلب ان نعيد صياغة مفاهيمنا ونؤكد ثوابتنا ونحدث حالة نهوض في المشروع التحرري الفلسطيني. فهذا المشروع هو ملك كل الشعب الفلسطيني في الشتات والوطن وكل فرد فيه وكلنا شركاء فيه وفي المسؤولية عليه، وعلينا ان نصمم ان حقوق شعبنا لن تكون مرتهنة لتوازن القوى الاقليمي والعالمي، بل اننا نحن الشعب الفلسطيني جماعة وافرادا نؤثر على هذا التوازن. بل نحن الاكثر ثباتا في هذه المعادلة.

وان كان يبدو اليوم وجود رؤية من رام الله, ورؤية من جنين ورؤية من الـ48 واخرى من القدس ورؤية من غزة ورؤية من منظار اوسلو التجزيئي والخاضع اسرائيليا واخرى من منظار التحرر الوطني، فان تحدينا هو توحيد مشروعنا التحرري المبني على احقاق حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدين ان هناك قضية فلسطينية واحدة لا قضايا وهناك حل واحد للجوء وهو العودة ولن تكون حلول او بدائل. وان حدود القضية الفلسطينية ليست حدود احتلال العام 1967 بل حدود احتلال الوطن ونكبة شعبنا عام 1948. وهذه هي حدود مشروعنا، ناهيك عن بعده العربي الاقليمي.

دورنا تجاه الوجود واللاجئين وبلداتهم واملاكهم بمن فيهم المهجرين اللاجئين في وطنهم وصيانة الوطن هو في صميم القضية الفلسطينية ولن تكون عودة من دون الحضور القوي لفلسطينيي الـ48، دورنا تجاه الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب وفي الامس القريب انطلقت في الجليل مسيرة الالوف لدعم اسرى الحرية، دورنا تجاه القدس والاقصى (تحية لدور الحركة الاسلامية)، دورنا تجاه النقب والجليل والساحل والمثلث، دورنا تجاه غزة والضفة واللاجئين، ودورنا في مقارعة المؤسسة الاسرائيلية الكولونيالية العنصرية يوما يوما ومن الداخل.

التطهير العرقي جرى في الـ48 وقبل الـ48 ولا يزال سياسة وجوهر اسرائيل لغاية اليوم – في النقب والجليل يسمونه تطوير (اي اقتلاع وتهويد) وفي المثلث ووادي عارة يسمونه تبادل سكاني وفي المدن الساحلية كما في المواقع المذكورة يسمونه "الغزو العربي". اي يعتبرون ضحايا مشروعهم الكولونيالي العنصري غزاة!!ويسعون لتبييض جرائمهم التاريخية.

يسعون الى فك ارتباطنا بوطننا ومع باقي شعبنا وخلق ولاء قسري للدولة وللمشروع الصهيوني مشوهين الانتماء والهوية والحقوق.. وهذا يقولبوه بما يسمى مشروع "الخدمة المدنية" البديلة للخدمة العسكرية. مشروع دولة استراتيجي تتداخل فيه المؤسسة الامنية والمدنية في مسعى للهيمنة على هوية اجيالنا الصاعدة.

لكن اطمئنكم ان اجيالنا الصاعدة هي خير سلف لخير خلف هم ابناء شعبنا الفلسطيني وهم الذين يتصدرون المبادرات لاحياء انشطة العام الستين من النكبة وهم الكم الاكبر في مظاهراتنا وفي التصدي للظلم وللعدوان على غزة وهم الدلالة ان شعبنا اقوى من النسيان. وهم الذين يتصدون جماعيا للحملة الصهيونية الكبرى على الهوية الفلسطينية وعلى فلسطيني الغد. وكلما حملوا علينا اكثر وكلما زاد قمعهم وملاحقاتهم وعنصريتهم نتجذر اكثر في وطننا ويتجذر وطننا وشعبنا اكثر فينا.


جوهر اسرائيل لم يتغير يوما ... وقوتها هي قوة القامع والظالم الناتجة ايضا من ضعف الضحية... من الضعف الفلسطيني الرسمي واكثر من الضعف العربي...كل تراجع يزيدها قوة نسبية وتعنتا، والمجرم بعد ارتكاب الجريمة يصبح يهاب الضحية ويرتعب من مواجهتها ويحاول ام الهرب او قتل الضحية الشاهدة على الجريمة.

التهجير والاقتلاع جوهر اسرائيل الثابت

اسرائيل لم تصبح اكثر كولونيالية بعد العام 1967 وليست اكثر استعمارية في الضفة والقدس وغزة منهما في الجليل..وعقلية التطهير العرقي والاقتلاع والتهجير لا زالت هي العقلية المسيطرة وهي جوهر قيام اسرائيل.
هناك 42 الف بيت فلسطيني مهدد بالهدم في الـ48، اكثر من 100000 فلسطيني يعيشون في قرى لا تعترف بها اسرائيل ويهدفون الى اقتلاعهم من النقب ومنعهم من اية حقوق اولية لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات صحية ولا شارع ولا عنوان.

الملاحقات السياسية هي سياسة دولة باعلى مستوياتها فرئيس جهاز المخابرات العامة يعتبرنا "خطرا استراتيجيا" وترجمة ذلك هي مسعى متكامل سياسي امني قضائي اعلامي لتجريم عملنا السياسي: الشيخ رائد صلاح وزملاؤه أودعوا السجن على دورهم السياسي وفتاوي القتل تصدر ضده. عزمي بشارة في منفاه القسري وحملة التحريض والملاحقة عليه وعلى حزب التجمع لا تتوقف، محمد كناعنة امين عام ابناء البلد يقضي سنواته في السجن لنستقبله محررا قريبا. ولا يوجد قيادي سياسي وطني لم تجر ملاحقته او الاعتداء عليه.
يحاولون اختراقنا من خلال تصنيفنا بين معتدل اي متأسرل ومتطرف اي وطني فلسطيني. يجري تقاسم الادوار بين اسرائيل كجهاز دولة وبين المنظمات الصهيونية العالمية ليحاولوا بالترهيب والترغيب المالي اسرلتنا وفك ارتباطنا بوطننا فلسطين وبشعبنا، ويسعون جاهدين للحيلولة دون تواصلنا مع البعد العربي والاسلامي والدولي، ويجدون احيانا مخابرات في هذا البلد العربي او ذاك تتواطأ مع مخابراتهم ضدنا وضد شركائنا في الوطن العربي.

يخططون وبدون انقطاع ويعقدون المؤتمرات لتهجير الفلسطينيين من المدن الساحلية المهجرة (التي يسمونها مختلطة لمحو اثار الجريمة)، ومؤتمرات للحد من "الغزو الدمغرافي" العربي في النقب والجليل.. كما لو كانت الدولة ضحية ضحاياها. ومؤتمرات الامن القومي للحد من دور فلسطينيي الداخل ولمنع ما يسمونه منحى "التطرف الفلسطيني". وعندما يخططوا لمشروعهم الاستيطاني فان اهداف استيطانهم في الجليل هي ذاتها اهداف استيطانهم في القدس وانحاء الضفة الغربية. كلها هدفها السيطرة الاستراتيجية وتشتيت الوجود العربي وضمان التفوق اليهودي.


المؤسسة المدنية او الاعلامية او السياسية او القضائية ليست أقل عنصرية من المؤسسة الامنية. جميعها مجتمعة معا تشكل كلا متكاملا في النظام العنصري الكولونيالي.
لا يوجد أوهام ولا سوء تفاهم مع المشروع الصهيوني ولا مع تياراته لا يمينه ولا يساره، لا مؤسسته الامنية ولا السياسية ولا المدنية ولا مع المنظمات الصهيونية العالمية ولا مع الرأي العام الاسرائيلي.

"الدولة اليهودية" التي تسعى اسرائيل والادارة الامريكية فرض الاعتراف بها فلسطينيا وعربيا ودوليا انما تعني منع حق العودة، وتحويل وجود فلسطينيي الـ48 في وطنهم الى غير مفروغ منه وخاضع للاتفاقيات السياسية, ومعناها شرعنة التطهير العرقي ما تم منه منذ ستة عقود واكثر وما يخطط له، وتعني تبييض جرائم الاستيطان في القدس والضفة ومقايضتها بفلسطينيي الـ48. الدولة اليهودية تعني توطين اللاجئين خارج الوطن وتعني ان الدولة الفلسطينية التي تتحدث عنها ادارة بوش واولمرت هي هل ليست ترجمة لحق تقرير مصير بل اداة من دون سيادة لخدمة المشروع الصهيوني والهيمنة الامبريالية في المنطقة.

ان صوت الشعب الفلسطيني في العام الستين من النكبة يجب ان تسمعه القيادة الفلسطينية وتتوقف فورا عن المفاوضات العبثية فلسطينيا والاستراتيجية اسرائيليا وامريكيا والهادفة الى اغلاق الملف الفلسطيني لصالح اسرائيل وعلى حساب شعبنا، والى وضع القضية الفلسطينية في حالة تناقض مع نضال الشعوب العربية ضد الهيمنة الامبريالية الصهيونية. ان النكبة هي درس بان اي تحريض للعالم بصوت طرف فلسطيني ضد طرف فلسطيني هو صوت غريب على الشعب الفلسطيني وتاريخه النضالي وتبرير لقامعيه. فالوحدة الفلسطينية الوطنية على اساس التمسك بالثوابت وبحقوق الشعب الفلسطيني هي مطلب الشعب الفلسطيني وفي كل مكان. وحقوق الشعب الفلسطيني هي ملك الشعب الفلسطيني وليست ملكا للمفاوض الفلسطيني الرسمي.


مقاطعة اسرائيل ومؤسساتها ودمغها ونزع شرعيتها كنظام هي من دورنا وان لم نبادر الى ذلك فعلى الاقل واجبنا دعم المبادرات الشعبية الدولية المناصرة بهذا الشأن. ولن يغفر تاريخ معاناة شعبنا وكفاحه لاي فلسطيني يقوم بتقطيع المقاطعة الدولية لاسرائيل.
مناهضة التطبيع العربي معها ومع كل تجليات المشروع الصهيوني هي دورنا ايضا. وشراكتنا مع حركة مناهضة التطبيع العربية هي واجب فلسطيني ايضا. وذات الوقت لن يكتب النجاح لحركة مناهضة التطبيع دون الدور الاستراتيجي لفلسطينيي الـ48.

اللوبي الصهيوني في اوروبا وموقف اوروبا

اللوبي الصهيوني العامل في اوروبا يعمل بتوجيه مباشر من وزارة الخارجية الاسرائيلية ومؤسسات شبه رسمية تتحدث بابتذال عن السلام ويدها تطلق النار على شاكلة مركز بيرس للسلام. وأحد ادوار اللوبي الصهيوني الاوروبي هو التجارة باللاسامية ودمغ اي نشاط او موقف مناهض لاسرائيل او سياساتها باللاسامية. ويعمل على دمغ اي نشاط اوروبي مناصر للحق الفلسطيني ويعمل على دمغ الاسلام بالارهاب ودمغ التحرر الوطني الفلسطيني بالارهاب، وللحقيقة والتاريخ فان اللاسامية والصهيونية هما من حركات الاستعمار والعنصرية الاوروبية، كلاهما صناعة ونتاج اوروبيين لا عربيين ولا اسلاميين.

وهذا يعكس ايضا بؤس الموقف الاوروبي الرسمي المتذيّل لدارة الامريكية والداعم فعليا لاسرائيل وعدوانها. والذي يبرر عدوانها على غزة ويدعي ان العدوان هو نتاج المقاومة الفلسطينية الشرعية وليس الاحتلال والعدوان وجرائم الحرب الاسرائيلية. الموقف الذي يبرر ما يسميه دفاع اسرائيل عن امن مواطنيها" في حين يدركون هم انه لا يوجد فلسطيني واحد يعيش بأمن وأمان من العدوان الاسرائيلي. بؤس الاتحاد الاوروبي انه يسعى ان يعوض عن قصوره ومسؤوليته التاريخية تجاه الغبن التاريخي الحاصل للشعب الفلسطيني من خلال الاموال وبالذات من خلال دفع مقابل ما تدمره اسرائيل اي انه يعفي اسرائيل من مسؤولية وثمن جرائمها ويقوم بالمهمة...

اننا نناشد من هذا الموقع وفي هذا التوقيت الاتحاد الاوروبي وكل حكومات اوروبا والعالم ونطالبهم بمقاطعة "احتفالات اسرائيل بقيامها" ونؤكد ان اي رئيس دولة او حكومة او شخصية فنية او ادبية او سياسية يشارك في احتفالات اسرائيل انما يحتفي بنكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره وبالمجازر الصهيونية وبالتطهير العرقي. استقلالهم هو نكبتنا هو تهجير شعبنا وهدم مدنه وقراه وبنيته ونهب وطنه، وهذه رسالة يجب ان تصل الى محفل دولي.
مقاطعة اسرائيل وعزلها ونزع شرعية هذا النظام الكولونيالي العنصري الاستيطاني هي مهمة انسانية شرعية اساسية. ولن يأتي الحل من داخل اسرائيل. ولا نوهم انفسنا بذلك. وعليه لسنا احتاطي لاي طرف سواء فلسطيني رسمي او عربي اقليمي لميزان القوى في الكنيست الاسرائيلي، بل نحن نصبو ان نأخذ دورنا في المشروع الفلسطيني كما كل مجموعات شعبنا ضمن بناء المرجعيات الجماعية للمشروع التحرري. فلا يستطيع شعبنا ولا يحق له ان يعوّل على الحل العادل من خلال اي رئيس حكومة سينتخب في اسرائيل، ولا يحق للعالم العربي ان يبني استراتيجيته على نتائج انتخابات كنيست اسرائيل.

اسرائيل والى حد كبير هي الطرف الوحيد في معادلة الصراع والذي يتعامل مع الشعب الفلسطيني كوحدة واحدة..لكن ضمن مسعاها لمنع ممارسة حقنا في التعامل مع انفسنا كشعب.. تسعى لنكون مجموعات لا رابط بينها ولا مشروعا موحدا يجمعها. وتثبيت تجزيء الشعب الفلسطيني والغاء القضية الفلسطينية كمشروع تحرر وطني .. منع الشعب الفلسطيني من اعادة استعادة عافيته وبناء ذاته الجماعية....


المعادلة
اسرائيل لا تتورع عن شيء.. لكنها لا تستطيع كل شيء وهذه المعادلة منوطة بنا، نحن بارادتنا وبفعلنا نقرر ما لا تستطعه اسرائيل. والحقيقة التاريخية هي ان المعجزة ليست اسرائيل وانما هي صمود الشعب الفلسطيني. وبالامكان ان تهزم اسرائيل كما هزمت في لبنان وكما تنهار مشاريعها التي تتوهم بامكانية القضاء على شعبنا الفلسطيني (رغم ان هناك فلسطينيين يتوهمون كذلك ويراهنون على ان اوراق الحل عند اولمرت واسياده في واشنطن)...فمعركة غزة الحالية بين اضخم جيش بسلاح جوّه وبرّه وبحريته وبين شعب شبه اعزل متحرر من الاوهام ومتمسك بالصمود والمقاومة والحياة الكريمة هي الدلالة ان هذا العدوان لن يكتب له النجاح حتى وان طال هذا الليل.



الذاكرة والرواية الفلسطينية

الرواية الفلسطينية – الذاكرة تحمل الرواية وتحمل الحق الذي يأبى النسيان... تحية لفضائية الجزيرة وفضائيات اخرى على دورها في صيانة الرواية الفلسطينية والذاكرة الفلسطينية، وتحية لكل فرد ومؤسسة بين شعبنا وانصاره يسعى لحفظ الرواية وتوثيق النكبة ومعاناة شعب، لان هذه الوثيقة الجماعية الحية ستبقى معنا وفينا وستلاحق الغزاة المجرمين مهما طال الزمن.



قللنا نحن الفلسطينيين من اهمية واستراتيجية البعد العربي وعمليا اعفينا الانظمة العربية من المسؤولية حتى التفاعل مع الشعوب العربية اصبح محدودا.. ليصبح المفاوض الفلسطيني معزولا رهينة اوسلو وحدود اوسلو ورهينة توازن القوى المطلق بتخلي المفاوض الفلسطيني عن اي بعد جماهيري وتمثيل لصوت الشعب الفلسطيني. لكن حركة الشعوب العربية على علات ضعفها تبقى شريكا استراتيجيا لشعبنا.
اننا في مرحلة تقوم فيها القوى الامبريالية والاستعمارية القديمة والجديدة بالسعي لاعادة تقسيم المنطقة العربية ومن ثم تركيبها على شاكلة نوايا قوى العدوان الامريكي الاسرائيلي. لكن العراق ولبنان وفلسطين هي شاهد ان قوى العدوان مهما ارتكبت من جرائم وباحدث واضخم الة حرب في التاريخ فان الشعوب اقوى واثبت منها.


نتوقع عدوانا متجددا

في توقعنا لتوسيع العدوان الاسرائيلي على شعبنا وعلى حركات المقاومة وشعوب المنطقة، فان احد دروس النضال الوطني الفلسطيني واحد دروس هزيمة اسرائيل في عدوانها العام 2006 على لبنان، هو ان المعركة اصبحت متعددة الجبهات والجبهة المعنوية والاعلامية والسياسية والشعبية هي جوهرية وكل الجبهات مترابطة ومتكاملة، وفي خلق الحالة المعنوية كل فلسطيني اينما كان له دور وموقع وحق الاسهام وبالاساس واجب الاسهام في حماية المشروع التحرري، وفي هزيمة قوى العدوان والاحتلال والعنصرية.
ففي حين تسعى اسرائيل هذه الايام لاضخم استعدادات للعدوان القادم فانها تعمل اضافة الى تدريباتها العسكرية على محاولة اعادة فرض "رهبتها" على فلسطينيي الـ48 وتلاحق مؤسساتهم وقياداتهم السياسية المناضلة. لانها تدرك ان فلسطينيي الـ48 كان لهم دور معنوي هام في التصدي للعدوان عام 2006 وافشاله وفي التصدي للعدوان الدائم على شعبنا وتعزيز صمود شعبنا، وفي الحفاظ على الوطن.
ولن نتفاجأ اذا ما حاولت اسرائيل استغلال العدوان في محاولة للقيام بتهجير جديد لفلسطينيي الـ48 وارتكاب جرائم اشمل بحق كل شعبنا، لكنا مطالبون وهذا ما نعمل عليه ان نكون بجاهزية عالية متواصلة كي نلعب دورنا فلسطينيا وكي نفشل مخططهم العدواني الاقتلاعي. ونحن قادرون على ذلك.

مقاومة الاحتلال هي حق لشعبنا ومقاومة العنصرية هي حق لشعبنا، ومقاومة نظام الفصل العنصري هي حق لشعبنا.. مقاومة العنصرية ليست قضية مواطنة قسرية فحسب بل قضية وجود في وطننا وهي قضية حق اللاجيء في وطنه, وهي قضية حقنا بمقدسات شعبنا واوقافة وهي افشال مخطط "الدولة اليهودية" وافشال مخطط تبييض الاستيطان في القدس والضفة على حساب فلسطينيي الـ48.... لقد تعاملت معنا اتفاقيات اوسلو التجزيئية كما لو كنا قضية اسرائيلية داخليا، لكن قرارنا كجماهير وكشعب غير ذلك. لسنا قضية اسرائيلية داخلية، وهذا ما نضعه امام شعبنا ومؤسساته وهذا ما نقوم به وهذا ما نتحدى به المجتمع الدولي ايضا.

مؤتمر قبرص وتحدي التجزيئية

قبل نصف عام بادرنا في اتحاد الجمعيات العربية (اتجاه) ومقره في حيفا الى اجتماع لشبكات العمل الاهلي والمجتمع المدني الفلسطيني في الوطن والشتات وقد عقد في قبرص تحت شعار "المجتمع الاهلي الفلسطيني: نحو استراتيجية فلسطينية موحدة وتجاوز حالة التجزيئية" ونسعى الان متابعة له الى بناء اطار جامع لمؤسسات العمل الاهلي والمجتمع المدني الفلسطيني في الوطن والشتات، وفي غياب منظمة التحرير الفلسطينية وتغييب دورها القيادي المرجعي للشعب الفلسطيني، وغياب المشروع الجماعي المتفق عليه، فان مسعى اقامة مؤسسات جامعة للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات هو مسار هام في بناء المرجعيات على اساس رؤية جماعية وتقاسم الهم الجماعي واستعادة شعبنا لعافيته.

هدف المرحلة هو مواجهة التجزيئية المهيمنة على الفكر السياسي والمشروع السياسي الفلسطيني. تنظيم الشعب الفلسطيني في كل مواقع تواجده وبناء المرجعيات الوطنية الجامعة .. واعادة الاعتبار للنضال التحرري الفلسطيني والثوابت الفسطينية التاريخية المنبثقة من حقوق الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته هي مهمتنا جميعا.
اعادة بلورة وبناء حركة التحرر الوطني الفلسطيني على اساس الثوابت الفلسطينية التاريخية وعلى اساس تمثيل كل التيارات وعلى اساس تمثيل كل الشعب الفلسطيني بمن فيهم الـ48 كجزء من اتخاذ القرار الفلسطيني ومرجعياته.

اننا امام مرحلة الانطلاق الى الفعل المنظم والهادف . وطاقات شعبنا واصدقائه عربيا ودوليا هائلة ولا تنضب.

فتح القنوات بين المجموعات الفلسطينية من منطلق ان تقوية اي جزء هي تقوية للجميع واضعافه هي ضعف للجميع. لن نسمح ببث روح التجزيئية ولن نتيح لاسرائيل الاستفراد بهذا الجزء او ذاك من شعبنا ولا بهذا التيار او ذاك من شعبنا. ومن هنا نرفع صوتنا الداعم بكل قوة لاهلنا في غزة التي تتعرض لاحدى افدح جرائم العصر بمرأى ومسمع نظام عالمي صامت بل ومتواطيء، وظلم ذوي القربى من بعض اصوات فلسطينية رسمية يبقى اشد مضاضة لأنه ينال من مناعة شعبنا الكفاحية ولأنه اقرب الى الانتقام الغريزي من المسؤولة الوطنية حتى بحدها الادني.

نداء للشباب الفلسطيني في اوروبا

واخيرا اتوجه بندائي - نداء الـ48 - الى الاجيال الصاعدة الفلسطينية في اوروبا والشتات عامة: تعالوا تلمّسوا الوطن معنا زوروه الى حين العودة... تعالوا تواصلوا مع شبابنا في الـ48 وفي الضفة والقطاع.. وادعو انتم شبابنا اليكم لنعيد اللحمة الى شعبنا ونبني مشروعنا سوية. ان مستقبلنا يتطلب ذلك ومستقبلنا جميعا هو في وطننا فلسطين. المستقبل لنا، لعودتنا الى فلسطين وعودة فلسطين الينا.

كوبنهاجن – الدنمارك 3/5/2008

No comments: