Monday, April 25, 2011

ثورات شعوبنا تعزِّز ما في شعبنا

ثورات شعوبنا تعزِّز ما في شعبنا

بقلم: أمير مخول

لا يوجد نظام في العالم غير قابل للسقوط في ظرف معيّن. ولم يحدث أن سقط نظام حكم من تلقاء نفسه وما لم يتم إسقاطه. وأدبيات الثورات في التاريخ تعلمنا الكثير الكثير.

ليرفدها شعبنا العربي بميزات جديدة ودروس تاريخية تتلاءم مع ثورات عصر العولمة والمعلوماتيّة، حين تتحرك الكتلة البشرية الهائلة وتكبر وتتعاظم بوتيرة غير مسبوقة. ثورات حرّكتها حركة اجتماعية- حركتها الناس- بكل تياراتها وقواها المعنية بالتغيير وعمليا الغالبية العظمى من المجتمعات الثائرة. ثورات العرب سارت وفق "قانون الثورات" أي تلك اللحظة حين لا يستطيع المقهورين مواصلة القبول بحالة القهر ولا يستطيع النظام القاهر الاستمرار في أدوات حكمه. ليحدث ما يجرد تسميته "سقوط الدكتاتوريات في الربع ساعة الأخيرة".

لكن شاهدنا أيضا كيف يتهاوى نظام عربي حاكم وظالم وطاغي، يكف يتفكك النظام، وكيف خلقت الناس كل الناس – الشعب- حالة تصبح المؤسسة العسكرية كما في تونس ومصر أمام خيرا وهو أن لا مناص من التخلي عن رأس النظام بدلا من مواجهة مع الشعب. أو أن الشعب خلق معادلة جديدة فيها هو صاحب الشرعية الفعلي وهو الحاكم حتى أنه استقطب مواقع قوة في النظام ذاته بما فيها المؤسسة وأطراف مركزية في المؤسسة الاقتصادية والإعلامية والدينية والقضائية الخ.

وحين تفاقم وتراكم الظلم والاستبداد وامتهان الحق والكرامة الإنسانية والوطنية والقومية هذا من جهة وتتراكم حالة الكبت والاحتقان وتصبح حالة متحركة تتسارع حركة الشعب الجارفة ويتعطّل النظام وينهار، أو تنهار مركباته الأساسية وتبدأ حالة التحوّل. يصعب الاعتقاد بأن الثورات التي انفجرت في تونس ومصر هي حدث مخطّط من قبل جهة محدّدة، بل يبدو أكثر حدثّاً تولّد وتفاعل من تلقاء نفسه وكان الإسهام الأعظم باعتماد أدوات اتصال غاية بالسرعة وبالسهولة مثل الفيسبوك والتويتر والانترنيت وفضائيات إعلامية بوصفها عوامل جديدة أتقن استخدامها شباب مصر وتونس والأقطار العربية قاطبة، إنها أدوات حديثة وهي ملك الشباب والأجيال الصاعدة ولغة تخاطبهم وتواصلهم ونقل همومهم وأحلامهم وهي أداه تجمعهم ومعهم كل الشعب. كما أنها جمعت بين الثورة والثورة التي امتدت بشكل متزامن في هذا الكمّ من البلدان العربية. وتزامنها ليس مخططاً لكنه مؤشر الى أن العالم العربي الذي عاش عشرات السنين من مشهد تفكك الأمة عاد اليها وأعاد تشكلها على أسس تعددية وديمقراطية على الأقل فيما يمثله المشهد الحالي ولغاية الآن، وإن كان مسار التحوّل لا يزال في بدايته من حيث رسم المعالم المستقبلية. لكن المؤشرات تشير الى نهضة عربية شاملة وليس موضعيّة في هذا البلد أو ذاك. إنها حالة أمّة لا حالة شعوب كل على حدة.

ولا بأس أن نتمعّن في مشاريعنا الفردية والجماعية، فكُلّ منا يتمنى ان يكون في ميادين التحرير العربية الثائرة وبالذات في ميدان التحرير كما اسمه في القاهرة، فكيف نفسِّر هذا الشعور، ويكف نفسّر متابعتنا الأخبار ليس من باب المشاهدة بل أكثر بشعور المشاركة وتمني المشاركة. ان ثورات العالم العربي هي ثورات لنا نحن الفلسطينيين- ليس ثورات غريبة او بعيدة عنا، ولا عن تاريخ ثوراتنا التحررية، وشعورنا المذكور يسبق أحيانا مواقفنا وأصدق منها، انها ثورات لنا، انها تعيد إحياء المعنى لصراعنا ونضالنا من أجل الحق الفلسطيني وتعطيه البعد العربي المتجدد الذي تراجع في الحقب الأخيرة، انها تعيد المعنى للوطن العربي وللآمة العربية المتحررة.

مشهد مكمّل للثورات العربية هذا المشهد الإسرائيلي الذي لم نشهده في مثل هذا البؤس والهزيمة منذ عشرات السنين، بؤس يعكس غياب الأفق وبداية وتسارع لانهيار دورها وأثرها ككيان. فهناك معادلة سادت منذ ستين عاما وأكثر وهي أن قوة إسرائيل وجبروتها وأثرها لا تقاس فقط بما تملك من قوة داخلية وجبروت عسكري، بل أن أحد أهم مركباتها الإستراتيجية هو الضعف العربي واستدامته. وهو ما عكسته الى حد كبير اتفاقيات كامب ديفيد مع مصر واتفاقيات أوسلو مع السلطة الفلسطينية وليدة الاتفاقيات ذاتها والتي صادقت عليها منظمة التحرير الفلسطينية وهي في "قمة" ضعفها كما أكد ذلك في حينه شمعون بيرس لتبرير الاتفاقيات. كما وتؤكد السياسة الأمريكية بأعلى مستوياتها ان غياب حسني مبارك سيجعل إمكانيات الضغط الأمريكي على الفلسطينيين أصعب بكثير، وجاء ذلك في أعقاب الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ضد إدانة المستعمرات الإسرائيلية في الضفة والقدس- وجاء في الموقف الأمريكي ايضا انه لو كان حسني مبارك في الحكم لفرض على السلطة الفلسطينية التراجع عن طرح اقتراح القرار المذكور أمام مجلس الأمن، والأمثلة تكاد لا تحصى على خدمة النظام العربي البائد لمصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، والكثير منها فضحته تسريبات ويكليكس مؤخراً وفضحته الثورة المصرية بكل ما يتعلق بالارتباط الاقتصادي والنفطي والعسكري الاستراتيجي لمصر مع إسرائيل في إطار المخطط الأمريكي في المنطقة.

ان إحدى معادلات الصراع الجوهرية مع المشروع الصهيوني بكل تجلياته الاستعمارية والعنصرية والعدوانية هو أنه لا يكفي أن يكون الطرف الفلسطيني او العربي محقاً بل ن الحق بحاجة الى توزن قوى تحميه ويوفر إمكانيات إحقاقه.

ان سقوط أنظمة عربية عظمى بمفاهيم المنطقة والاستراتيجيات العالمية، هو نقطة تحوّل هائلة كون هذه الأنظمة وبالذات المصري اعتُمِدَت من قبل المشاريع الأمريكية الإسرائيلية العدوانية كنقاط ارتكاز وثبات وثوابت في المعادلات المختلفة، لكن انهيارها مقابل قوة الشعب الهائلة هي أيضا مؤشر بأن لا نظام قائم على الغبن التاريخي ولاحتلال والتطهير العرقي والعنصري والاستعمار قادر على مواجهة حركة الشعوب حين تبلور إرادتها. ولن تكون قوة آخر أنظمة الفصل العنصري والاستعمار أقوى من إرادة الشعب الفلسطيني والشعب العربي عامة.

كان ملفتا للنظر هذه الايام هو بؤس ورداءة الموقف الإسرائيلي وضعفه أمام عاصفة الشعب العربي، ولم يكن صدفة أن يتحدث حتى نتانياهو عن تردي سمعة وموقع إسرائيل عالميا وعن الخطر الحقيقي من نزع شرعيتها دوليا. وفي هذا لنا دور نحن الفلسطينيين ومعنا الشعوب العربية وكل أنصار الحرية في العالم. لقد انهار مع انهيار نظام مبارك وبن علي وتزعزع غالبية الأنظمة العربية الحاكمة، انهار خطاب تلك الأنظمة، الخطاب الظلامي القائم على اعتبار العدو الحقيقي للشعوب العربية هو حركات المقاومة التي تعمل بين ظهرانيها، وهو استهداف القوى التي ترفض المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة ولا تستسلم لموازين القوى الأخذة بالانهيار بعد الثورة، وهو استحداث العداء لإيران ومحاولة طرح الصراع الأساسي بأنه طائفي او مذهبي وليس مع العدوان الأمريكي، احتلال العراق واستعباد أنظمة المنطقة وخيرات شعوبها وليس مع إسرائيل واحتلالها فلسطين. لم يعد مهما اذا كانت هذه الأنظمة وبالذات نظام مبارك كانت مقتنعة بهذه المعادلة ام لا، فانها معادلة قد طارت مع أصحابها، وحلت مكانها معادلة ديمقراطية تعددية بروح الشعب الذي لتحم ولم تكن الثورة لتنجح لو لم يمتلئ ميدان التحرير وميادين التحرير ليس فقط بالناس وبالكتل البشرية كأعداد وحسب، بل وبشكل جوهري بتعددية شعبية ضمّت كل أطياف المجتمع العربي من تيارات علمانية ودينية وقومية ليبرالية وشاركت المرأة وشارك الرجل في أحداث الثورة على أساس انها تعددية قائمة لكنها مجتمعة ضمن مرجعية واحدة لا إقصاء فيها ولا تخلّي لأحد عن المسؤولية الجماعية، انها مرجعية الشعب والقرار قرار الشعب المنبثق عن إرادته المتحررة.

وفي حالتنا الفلسطينية فالمعادلات تغيرت وتتغير أكثر لاحقاً. بقي جوهر الحق الفلسطيني كما هو، لكن معادلة وتوازن القوة تغيّر ليس بين جيش وجيش بل بين نظام استعماري عنصري عدواني عسكري وبين إرادات شعوب ومسؤوليات جديدة لأنظمة جديدة. ومع هذا فلن نتفاجىء لا من محاولات "الثورة المضادة" ولا من مساعي التدخل الأجنبي وبالذات الامبريالي الأمريكي. لكن الضمان الأهم والواعد هو قوة الشعب ووعيه لقوته ولسيادته وللشرعية التي يمنحها لشكل الحكم الذي يريده.

ان شعبنا الفلسطيني هو شعب ثائر ومناضل ومكافح منذ دخول المشروع الصهيوني للمنطقة وبالذات منذ العام 1948، انه شعب مّر ويمر بمراحل مدّ وجزر في مشروعه التحرري لاستعادة حقه في فلسطين وعليها.

شعب لم يملك يوماً ترف عدم إدارة الصراع ومواجهة أعدائه، انه شعب جرّب كل أشكال المقاومة وهي حق له وواجب عليه حتى استعادة حقه وأولا عودة اللاجئين والتخلص من الاحتلال وتحرير أسراه وتقرير مصيره وهكذا هي جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والتي ستحيى هذا الشهر يوم الأرض، هذا اليوم الذي شكّل في العام 1976 ومنذ العام 1976 ملهماً لكل شعبنا ولكل الشعوب العربية ولكل أنصار الحرية بالعالم بان المقاومة الشعبية طريق وحين يلتقي أصحاب الحق مع الإرادة لإحقاقه لا يقف بوجههم أي نظام.

إن ثورة شعبنا العربية عززت ما في شعبنا، إنها تأكيد إضافي لنا جميعاً أن لا شيء في معادلة الصراع القائم على الحق هو نهاية المطاف، وطالما لم يجر إحقاق الحق، كامل الحق..



Thursday, April 21, 2011

رسالة أمير للجمعيات

25.1.2011

الأخوات والأخوة في العمل الأهلي العربي

الجمعيات العضوات في إتحاد الجمعيات العربية -اتجاه


أرسل إليكم جميعا أحر وأطيب التمنيات وأحيي جهودكم، سواء جهود كل جمعية في تحقيق أهدافها ومواصلة طريقها في صالح جماهيرنا، أم الجهود الجماعية التي تعكس صوت ودور المجتمع المدني والعمل الأهلي المنظّم وصوت الحق الفلسطيني.

إنها مناسبة كي أُعبِّر عن كبير تقديري لمشاركة هذا القطاع الهام والحيوي ضمن مؤسسات جماهير شعبنا في حملة التصدّي للترهيب السلطوي ومن أجل إطلاق سراحي، سواء بالأعمال الاحتجاجية أم بالمشاركة في جلسات المحاكم أم التجنُّد وقيادة الحراك الشعبي والإعلامي المحلي والدولي أم بالمرافعة وتجنيد التضامن المحلي والدولي، وبالوقوف إلى جانب عائلتي ومساندتها. إنها جهود تعكس حيويّة وإنسانية ودور هذا القطاع إلى جانب القطاعات المؤسساتية الأخرى السياسي والبلدي والإعلامي والشعبي كما وتعكس القدرات الفذّة لدى مؤسساتنا.

مع صدور حكمهم بقساوته وعداوته لمجمل كياننا في وطننا، فإنني أؤكِّد أن شعار "هنا باقون" و"الأحرار أحرار سواء خارج السجن أم داخل جدرانه" هما الشعار والسلوك بالنسبة لي.

سوف يعيق السجن أدوات تواصلنا وإمكانيات المتابعة اليومية للعمل، مما يستدعي من إدارة إتحاد الجمعيات إيجاد البدائل بهذا الصدد وهي كفوءة بذلك. أنها لحظة تأمل وتمعّن بالنسبة لي، أؤكد فيها على فخري واعتزازي بمسيرتنا المشتركة طوال عقد ونصف، أنتم في الجمعيات ومعكم طاقم "اتجاه" وإدارته وكل أصدقاء العمل الأهلي الفلسطيني في كافة أنحاء العالم وحركات التضامن والجهات المانحة والداعمة. لقد بنينيا صَرحاً مؤسساتيا ذا أثر كبير وعميق أسهم في تدعيم صمود وتطور جماهير شعبنا، وفي بلورة خطاب الحق وثقافة الكفاح لإحقاقه وتدعيم كفاح شعبنا الفلسطيني كله في الوطن والشتات، وفي الإسهام في مجمل كفاح شعوب العالم وأولاً الشعوب العربية من أجل الحريَّة والكرامة الإنسانية والعدالة. إنه إطار اجتهد جماعياً ووجد الصيغة الدقيقة للعلاقة التكاملية مع القطاعات المؤسساتية الأخرى وبالذات الأحزاب والحركات السياسية من جهة وقطاع العمل البلدي من جهة أخرى إضافة إلى وسائل الإعلام والقطاع الخاص العربي المتنامي.

إن إتحاد الجمعيات هو إطار سبّاق في بلورة وتبني ميثاق أخلاقي، إطار لا إقصاء فيه، إطار جامع ومستقطب لا إقصاء فيه بل أوسع تعددية ضمن هُويّة مؤسساتية وطنية، أنه من أكثر الأطر سعة من حيث التيارات السياسية والمجتمعية المتفاعلة فيه، مقارنة بأي اتحاد أو شبكة جمعيات في العالم العربي. إنه إطار داعم للجمعيات وحلقة وصل لها مع مؤسسات شعبنا في الضفة والقطاع والشتات والمؤسسات الأهلية والمجتمع المدني في العالم العربي والعالم أجمع. إنه إطار رائد في تطبيق تدويل قضايا الجماهير العربية في الداخل أمام المحافل الدولية الشعبية والرسمية وشبه الرسمية، وحظي بجدارة كبيرة واعترافات وتمَّ اعتماده كإطار استشاري من قبل الأمم المتحدة وكبريات اتحادات وشبكات وأطر المجتمع المدني في العالم ومنها المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي، وعضو مؤسس في المنبر الأورومتوسطي للمنظمات غير الحكومية وفي شبكة سيفيكوس لتعزيز المشاركة الديمقراطية. كما وشكّل اتجاه طليعة في العمل في محافل دولية أخرى وأحد أهمّها هو المؤتمر الدولي ضد العنصرية (مؤتمر ديربان 2001) ومؤتمر ديربان الثاني (جنيف 2009) وعشرات المحافل الدولية والسفارات الأجنبية، وفي الأطر العربية الإقليمية ومنها الشبكة العربية للمنظمات الأهلية العربية وكذلك شكّل اتجاه الإطار المبادر والمنسَق لهيئة تنسيق العمل الأهلي الفلسطيني في الوطن والشتات، المبادر والمنظِّم لمؤتمر التواصل العربي الإقليمي (القاهرة 2002).. والقائمة طويلة.

لكن أساس العمل والمصداقية والجدارة كان محلياً وعلى أرض الواقع في تدعيم قدرات المؤسسات الأهلية والروابط بينها وفي بناء برامج بناء مؤسسي وتنظيمي وتشبيك وبناء كوادر محليَّة بقدرات رفيعة وتنسيق مواقف سياسيَّة واجتماعيّة والتدخُّل في حماية المؤسسات من الحملات السلطوية العنصرية ومساندة كل أنشطة جماهير شعبنا والتفاعل مع لجنة المتابعة للجماهير العربية والمشاركة في قراراتها الوحدوية، كما ووفَّر اتحاد الجمعيات البنية التنظيمية والمادية للجنة الشعبية للدفاع عن الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة والتي شكَّلت الآليَّة للتضامن والتكافل الداخلي ومواجهة الملاحقات السياسية الإسرائيلية لأي إطار أو شخصية عربية وطنيّة، كما ورفعت لجنة الحريات جُهوزيّة جماهير شعبنا في مواجهة التصعيد المنهجي للعنصرية الرسمية والشعبية ومساعي إسرائيل لنزع شرعية وجودنا ودورنا في وطننا، وحق شعبنا فيه وعليه، وفي الدفاع عن الأرض والمسكن ومساندة عمل اللجان الشعبية المناطقية ومواجهة سياسة التطهير العرقي وهدم البيوت والقرى العربية في النقب، وإطلاق حملة "التحدي والبقاء" التي شكَّلت تحولا نوعياً في عمل هذه الهيئة الجامعة والوحدوية. كما ووفَّر اتحاد الجمعيات الأساس المادي المدعِّم لعمل الجمعيات المحلية والخيريَّة وشكَّل إطارا داعماً لبناء مقومات الحركة الطلابية العربية ولجانها واتحادها القطري...إنها مسيرة مشيناها- مشيناها خطىً أردنا أن نمشيها.

لم تكن مبادرة شبابية أو أهليةَّ أو جمعيّة مبتدئة أو بحاجة إلى مساعدة ومرافقة ودفيئة داعمة إلا وكان اتحاد الطلاب عنوانا متجاوباَ بكل الطاقات الممكنة.

شكَّل اتحاد الجمعيات ومقرّه بيتاَ للمبادرات ولإطلاق الحملات الوطنية تجتمع فيه الجمعيات في إطار منتدى رؤساء ومديري الجمعيات، وتلتقي فيه الأحزاب والحركات السياسية وحركات الشبيبة والحركة الطلابية، وشكل ملتقىَ وبيتا وطنيا مفتوحاً لكل القوى والأطر الوطنية. وأصدر "اتجاه" مجلته الدوريّة "قضايا جمعية" والتي شكلّت المنبر الواسع والمتميِّز للعمل الأهلي الجماعي وصوت مؤسسات شعبنا والمجتمع المدني في العالم العربي والعالم الواسع، ومن الجدير الحفاظ عليها وضمان صدورها.

وعمل ويعمل "اتجاه" على ترميم بيت الجمعيات في حيفا والذي حال دون تهويده ولخدمة شعبنا إلى حين عودة لاجئيه، ودعماً للوجود العربي في الأحياء العربية في المدن الساحلية.



الأخوة والأخوات،

استقلالية الموقف ووطنية المؤسسة وهويتها الواضحة المبلورة، ودورها الذي ذكرتُ جزءاً مركزياً منه فيما سبق، جعلها أيضا هدفاً لحملات التحريض الصهيونية الإسرائيلية والعالمية. وليس صدفة ما أوردته الصحف الإسرائيلية مؤخراً أن اتحاد الجمعيات (اتجاه) في مقدمة المؤسسات التي "سيعالج" أمرها وزير خارجية إسرائيل ضمن الحملة الفاشيًة على مؤسسات المجتمع المدني، كما تمًت ملاحقة هذا الإطار وجمعيات مركزية في العمل الأهلي العربي وبالذات منظمات حقوق الإنسان والمرافعة، الأعضاء وغير الأعضاء في "اتجاه، من قبل اللوبي الصهيوني العالمي ومؤسسة "مرصد المنظمات غير الحكومية" التابع لهذا اللوبي العنصري.

في العقد الأخير تعرّض موقع "اتجاه" الالكتروني وحواسيبه أكثر من مرة إلى عمليات تخريب وإرهاب الكتروني، كما واجهت المؤسسات الصديقة الداعمة حملة تحريض صهيونية متعددة الأذرع لتثنيها عن دعمها للحق الفلسطيني، كما وقاوم اتحاد الجمعيات محاولات الابتزاز السياسي مكن قبل جهات تمويلية عالمية رسمية وشبه رسميّة وغير رسمية ورفضنا أي ابتزاز ورفضنا تمويلهم حفاظاً على ما نحن مؤتمنين عليه، وحفاظاً على استقلالية الإطار وثوابته التي هي ثوابت العمل الأهلي الجماعي والمستمدّة من ثوابت شعبنا وحقوقه وعدالة قضيته.

ضمن مسلك عنصري تمييزي سعت بلدية حيفا ووزارة الداخلية الإسرائيلية، بشكل منهجي وسياسي إلى رفض كل الطلبات للحصول على إعفاءات في مجال الضرائب البلدية كما هو متّبع بشأن المنظمات الأهلية، بل فرضت البلدية ضرائب وغرامات باهظة تعادل ما تفرضه على مؤسسة ربحية اقتصادية وعلى مصانع ، وليس كمؤسسة غير ربحية ومؤسسة مجتمع مدني، وفي هذا خضنا ونخوض معركة شعبية وقضائية باسم "اتجاه" وجمعيات عربية تعاني من سياسة انتقاميّة منهجية في هذا الصدد.

في السنوات الأخيرة بلغ عدد الجمعيات العضوات في "اتجاه" (81 جمعية) من مختلف قطاعات شعبنا ومن مختلف أنحاء الوطن- النقب والساحل والمثلث والجليل، وهذا إنجاز كبير، فكل انتماء جمعية لاتحاد الجمعيات هو انتهاء طوعي ومبنيّ أساسا على قرار الجمعية التفاعل ضمن هذا الإطار الجماعي. كما بذلت جهود كبيرة وتحققت انجازات وتقدمّنا خطوات في قضية جوهرية ألا وهي السعي للتخلص من ترسَُبات وتوترات سادت قطاع العمل الأهلي في العقد الماضي، وأنا على قناعة بأنَّ المسيرة جاهزة للاستكمال وضروري استكمالها وتعزيز قوة وأثر قطاع العمل الأهلي العربي المنظم ومواجهة التحديثات وأوّلها التصدّي وردع حملة الملاحقة السياسية والترهيب العنصري الفاشي المنفلت، وكذلك مواجهة إسرائيل وسياساتها محليا وعلى الحلبة الدولية بفضح طابعها وممارساتها العنصرية الاستعمارية والمناحي الفاشية المتعمقة في نظامها. فمسؤولية حماية أية جمعية وأي إطار وأي شخص ملاحق هي علينا جميعاً. وهكذا بالنسبة للحركات والأحزاب والمؤسسات التمثيلية.. فالتنظيم الذاتي الكفاحي المتطوَر للفلسطينيين في الداخل هو مستهدف الى أقصى حدّ لأنه يعمّق أزمة النظام والدولة في إسرائيل ويعرّي طابعها ويزيد صلابة جماهير شعبنا. أنه يعزز جهوزيتنا الكفاحية ومجمل قدرات شعبنا من أجل استعادة حقوقه بعد التخلص من الواقع القسري الاستعماري العنصري.



الأخوات والأخوة،

نتيجة لمجمل دور وهوية ومواقف اتحاد الجمعيات فإنه كما ذكرت يمّر بصعوبات تنظيمية ومادية في الأشهر الأخيرة في أعقاب اعتقالي وغيابي القسري الطويل عن متابعة الأمور على مدار الساعة، إضافة الى صعوبات كانت قائمة كثمن ندفعه في طريق التحدّي والبناء والكفاح.

منذ اعتقالي في 6.5.2010 فقد وقع كمُّ هائل من المهام والمسؤولية على اللجنة التنفيذية (الإدارة) في مستوى اتخاذ القرار وعلى الطاقم العامل وبالذات المساعدة الإدارية، وليس سراً أن المستهدف من قبل الشاباك لم يكن شخص المدير العام فحسب، بل الإطار كلّه بوصفه واحداً من أهمّ المؤسسات ذات الحضور القوي في حياة جماهيرنا ومؤسساتها وفي حياة المجتمع المدني في البلاد والعامل. وفي مقابل المهام الهائلة فقد تمّت مصادرة كل ملفات وحواسيب وأجهزة مكاتب "اتجاه" بما فيها المعلومات المحميّة، واتضح من حيثيات محاكمتي أن الشاباك تنصّت على اتحاد الجمعيات وكل اتصالاته الهاتفية والالكترونية بشكل متواصل ومكثف على مدار الساعة وخلال سنين. وهذا كله دليل كم هذا الإطار مستهدف.

باعتقادي ان المهمة الكبرى اليوم هي المحافظة على اتحاد الجمعيات وتقوية وتدعيم دوره، فهذه مسؤولية عظمى ليست تجاه اتجاه فحسب، بل أساساً تجاه جمهور هدفه وهو الجمعيات العربية. فبعد الصدمة الأولى الكبرى وان حافظ اتحاد الجمعيات على وجوده وحضوره، فهذا تأكيد على جدارة وتجذر هذا الإطار.

إن إنقاذ اتحاد الجمعيات هو مسؤولية الإدارة المؤتمنة مباشرة عليه، لكنها في الحقيقة مهمّة كل الجمعيات العضوات، وكل جمعية تستطيع أن تلعب دوراً، ويضاف الى ذلك استقطاب الجمعيات غير العضوات لتشكّل جميعها معاً إطاراً قويا صلباً محمياً ويحمي كل الجمعيات. فكل الجمعيات مستهدفة وبالذات القطرّية والحقوقية والمؤثرة.

إنني وإذ أفتخر بما أنجزناه وأعتزّ بالإطار الرائع- الصرح الذي قمنا ببنائه وبلورته ضمن مسيرة كفاحية لبناء المؤسسات الوطنية منذ سنوات التسعين وما سبقها من رصيد متراكم، فإن كل ما تحقق هو في خدمة وصالح الجمعيات وفي خدمة وصالح جماهير شعبنا ومسيرتها الكفاحية. لكن الواقع القسري القائم والذي لا يجوز تجاهله وذات الوقت لا يجوز التسليم به، وأكتفي بتوجيه ندائي هذا في هذه المرحلة إليكم/إليكن في قيادات العمل الأهلي العربي وبالذات رؤساء/رئيسات ومديري/مديرات الجمعيات، أن ساهمو في تدعيم هذا الصرح المؤسساتي، وأن التفّو حول الهيئة الإدارية برئاسة المسؤول الوفي والمؤتمن عليها الأخ حسين أبو حسين والى جانبه كل أعضاء وعضوات الإدارة والمستشار القانوني والمحاسبين والطاقم، وإن كانت الإدارة تقوم بدور مكثّف وجدير، لكن الحمل كبير بل كبير جداً ولا تستطيع إدارة طوعيّة أن تحمل وحدها، ناهيك عن كون "اتجاه" هو إتحاد جمعيات بتعريفه وجوهره.

ندائي إليكم/نّ أن ساهمو بدوركم وادعموا إدارة اتحاد الجمعيات كي تقوم بدورها ودوركم جميعاً/ وأنا سأواصل دعمي وإسهامي بكل قوة من داخل جدران السجن، لننتقل جميعنا بهذا الإطار خطوات نوعية للأمام نصون إتحادنا ونحمي مؤسساتنا ونحصِّن وجودنا ونواصل مسيرة البناء والتطور والتجذّر في الوطن.

ثقتي بكم/بكنّ كبيرة كما دائما وكذلك تقديري ومحبّتي.

والى لقاء الحرية.

أمير مخول

المدير العام لاتحاد الجمعيات (اتجاه)

حيفا/سجن الجلبوع- مؤقتا مهما طال



Monday, April 18, 2011

رسالة الى الفنانات والفنانين الذين يبادرون الى امسيات التضامن

رسالة الى الفنانات والفنانين الذين يبادرون الى امسيات التضامن مع المعتقلين والمعتقلات*

أحبائي الفنانات والفنانين المبدعات والمبدعين،

شكرا لكم/ن وتحية لكم، وكم هو دوركم رائع، وكم هي أداتكم الفنية سواء صوتكم أو موهبتكم مؤثرة وداعمة للحق والعدالة ولروح الشعب المقاوم.

عندما أشاهد ما تقومون به في أمسيات التضامن وفعاليات التضامن معي ومع معتقلينا ومعتقلاتنا، أُلامس سعادتي رغم السجن ومن فوق جدرانهم التي لا تصمد أمام تواصلنا، كما وأنني أفكر بأمرين أساسيين – الأول هو هذه الطاقات الرائعة والمتميزة التي تزداد وتتسع داخل جماهير شعبنا لتراكم طاقات شعبنا كله بأداء رائع وحسَ أكثر روعة. انها طاقات كلها شبابية تسهم في خلق مستقبل مشرق. وللحقيقة فإن تراكمها يسهم بحد ذاته في خلق زخم حضاريي خاص لحاضرنا الذي نشعر فيه بقوتنا وقدرتنا وإرادتنا الحرة.

الأمر الثاني هو تحمّل الأجيال الصاعدة والشبابية الواعدة المسؤولية وتقاسم الهم الفلسطيني كلّ بأداته وبدوره. للفن والاعلام والابداع أثر ثاقب وعظيم في استنهاض الهمم وفي التغيير للافضل وفي استعادة العدالة المفقودة، والتي لم ولا ولن تعيدها الا ارادة الشعوب الحرة وطاقاتها الزاخرة وانتم في صميم هذا المشروع والاجتماعي الثقافي والحضاري المقاوم. إن صوت الفن والابداع هو ذاته لكنه يصل الى آذان الظالمين دويا يفقدهم صوابهم؛ والى آذان الضحايا المقاومة يصلها صوتا عذبا يزيد الارداة ارادة، انه يصل الى قلوب كل الناس والى كل بقاع الارض.

وحيث أراد قامعو شعبنا مصادرة انسانيتنا بعد مصادرة الوطن والارض - وهذا مؤقت بالنسبة لنا؛ وتشريد واقتلاع وتهجير الأهل - وهذا مؤقت ايضا الى حين العودة، فاننا نؤكد من خلال دوركم/ن أن ارادتنا تحمي انسانيتنا وتقوى بهذه الانسانية وتضمن الانتصار.

تحية لكم ولكن والى الامام نبني حاضرنا ومستقبلنا المشرق والحر.

أمير مخول
23.12.2010




Sunday, April 17, 2011

"April 17, It’s a day to improve the struggle for freedom, liberation and human dignity" Ameer Makhoul

Dear friends,


April 17 is the Palestinian Prisoners day (Yawom Al-assir AlFalastini). It’s day to look to the ongoing very long collective and individual sufferness and impossible painful. It’s a day to improve the struggle for freedom, liberation and human dignity.

I feel a kind of “collaboration” with the unfair narrative, when I use the terminology of numbers or figures, in order to relate to more than 7,000 prisoners in Israeli prison. This because the international dynamics are to recognize the story of oppressor and occupator when it’s of Israel. Two peoples tow deference prices of human life!!

Each of 7000 Palestinian prisoners is considered as just a number while an Israeli occupation officer become the human been story of whole entire humanity by the governments eyes. Even the so called “neutral” or “equal language” is for a favior with the occupators.

Palestinian prisoners are not a War prisoners, but liberation struggle prisoners. It’s not a Palestinian war its people struggle for freedom and liberation. The Palestinian prisoners are victims of reality of occupation, colonialism, racism, ethic cleansing and political persecution.

We all expected to keep looking to nature of and root cause of the conflict, not to the surface. The colonials all over the history did damage their own human values, the also impose a real damage to their victims whenever the victims become passive toward their Liberation human duty and values.

I look to solidarity groups, movements and persons, all of you are doing great work. Your message is the stronger toward all sides of the conflict including toward yourselves. You are all persons and groups who will never accept injust to be as a norm.

I call you all as partners in the struggle for rights, to continue and go a head wile the approach of looking to the Palestine rights an liberation struggle as one struggle. Don’t play within the oppressors role of the game of fragmenting the Palestine Cause.

Fragmentation consequens on the nature of the people right. Fragmenting approach means to relate to the people right and the human rights value as outcome of balance of power. It means to confiscate justice as well fairness from rights. It means to make our ethics in serve of the balance of power instead of to be committed to the power of justice and human rights.

The new ware of international solidarity movements with Palestinians, is dealing with the real agenda of root cause of the conflict on Palestine and on Palestinians rights.

This movement is motivated by the value of universality of Values of human rights, but also by the link done by the implementation of Right of Return, the end of occupation, the end of the siege, the end of systematic colonial racist essence of Israel and the self determination of Palestinian people.

The liberation of 7000 Palestinian liberation prisoners will never been reached by Israeli court. The legal system of the colonial racist oppressor is colonial racist and oppressing system. It a major oppressor machanizm. This matter can be solved only by Palestinian struggle and interaction pro active solidarity. We will continue doing our role of steadfastness and struggle. You can do a lot. I propose to all to declare April 17 as Global Day of Action for the liberation of Palestinian prisoners, for the Palestinians rights. We have the power of peoples. We shall overcome

Sincerely

Ameer Makhoul

Temporarily in the Galboa’ Prison, regardless of how long it would take

Saturday, April 16, 2011

مر عام على سجني... الإرادة الحرّة تبقى أقوى من جبروتهم

مخول: مر عام على سجني... الإرادة الحرّة تبقى أقوى من جبروتهم

عرب 48تاريخ النشر: 14/04/2011 - ساعة النشر: 15:28

تلقى رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد زيدان، الأسبوع الجاري، رسالة من رئيس لجنة الدفاع عن الحريات، الأسير أمير مخول، والتي كان مخول قد كتبها يوم 28-3-2011 من سجن الجلبوع، أكد فيها أهمية دور لجنة المتابعة في مختلف القضايا وعلى أهمية مأسسة دورها وتطرق إلى العديد من القضايا.

وجاءت الرسالة على النحو التالي:

السيد محمد زيدان المحترم

رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية

تحية وبعد،

أرسل اليكم بتحياتي الحارة والخاصة، وكلي أمل بأن تكون بخير والأمور تجري على ما يرام. إنها مناسبة للتعبير عن كبير تقديري لدورك القيادي في رئاسة لجنة المتابعة العليا وتوجيهها في مرحلة عاصفة بالتحديات والأحداث والتطورات الهائلة. وفي إعلاء شأن هذه الهيئة ومن تمثلهم سواء داخليا بين جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل، أم أمام المحافل الإسرائيلية وكذلك جدارة دورها عربيّا،َ إقليميا ودوليّاَ. كل هذا بالإضافة الى بناء واستحداث آليات مكملة لعمل هذه الهيئة المرجعية ومأسسة دورها.

جدير التنويه أيضا العلاقة الآخذه بالتطوّر والتجذُّر بين لجنة المتابعة والجماهير الشعبية، وتعزيز المشاركة الجماهيرية وحضور لجنة المتابعة بقياداتها ورئاستها في كل موقع في النقب والساحل والمثلث والجليل والقدس والضفة وعلى أبواب القطاع المحاصر. كما هو حضورها وتواصلها مع شعوبنا العربية والعالم وهو المسار الآخذ بالتنامي..

إن إنجازات لجنة المتابعة هي إنجازات جماهير شعبنا بكل أطرها وتياراتها ومؤسساتها وأفرادها. وهذه الإنجازات ليست أمراً مفروغاً منه، بل هي نتاج مسار طويل من طريق جماهيرنا الكفاحي، وقيادة جماعية قادرة على إدراك طبيعة المرحلة وجوهر التحديات والثقة المتزايدة والمتعمقة بقوَة الناس- قوة جماهير الشعب وبصدق مواقفها.

كما بودّي التأكيد بأنني كما كل الأحرار- الأحرار خارج السجن هم أحرار أيضا، خلف جدران السجن، ويحمون حريتهم بإرادتهم ولا يتنازلون عن أيه فسحة حريّة بل يسعون دائما للحريّة الكبرى وفكّ الأسرْ.

أحيي دوركم ومن خلالكم لجنة المتابعة العليا في مجمل القضايا، وأخصُّ هنا قضيتي منذ ملاحقتي الطويلة واعتقالي وسجني، التي هي قضية جماهيرية بجوهرها وتواجه بها جماهيرنا إرهاب الدولة الذي يستهدف جماهيرنا وقياداتها وإرادتها. وأؤكد هنا أن دوركم في رئاسة لجنة المتابعة كما هو دور هذه الهيئة ولجانها الشعبية المنبثقة عنها وبالذات لجنة الحريات، أصبح تجسيداً لموقف وثابت وطني مبدئي كفاحي لجماهير شعبنا في ثقافة المقاومة والدفاع عن الحريات والتّحدي والبقاء وعدم التسليم بأيّة فئة أو تيار أو مؤسسة أو شخص وعدم إتاحة المجال للاستفراد به. فكل دفاع عن شخص أو تنظيم أو مؤسسة في هذا السياق، هو دفاع عن النفس الجماعية الوجودية لجماهير شعبنا.

كما أشيد بدوركم أنت شخصيا ومجمل قيادات جماهير شعبنا ومواقفكم الوطنية الصادقة المعهودة في "قضيتي"، سواء بالمشاركة في الأنشطة والاحتجاج أم في حضور جلسات المحاكم أم في الوقوف الى جانب عائلتي ومساندتها.

بعد حوالي الشهر سيكون قد مرّ عام على اعتقالي المتواصل لحكمهم الترهيبي ومحاصرتي في سجنهم. وبهذه المناسبة أؤكد على الصمود والتحدي كما دائما بل أكثر، وبأن الإرادة الحرّة تبقى أقوى من جبروتهم لأنها منتمية الى إرادة شعبنا التي لا تقهر مهما بلغ إرهاب الدولة التي لا تتورع عن شيء ولا عن جريمة إلاّ بقدر ما نواجهها ونكون مستعدين لدفع ثمن مواقفنا. إنها إرادة هدفها ليس فقط الصمود بل وأيضا استعادة الحقّ.

وإن كانت تجربتي بالأسر حديثة العهد مقارنة بكمِّ هائل من الأسرى القدامى الذين مضى على سجنهم حوالي الثلاثة عقود، فإن لسان حالنا جميعاً هو أننا لا نبغي عدَّ السنين في السجن الإسرائيلي- في سجنهم- بل هدفنا هو تقصير فترة الأسر واستعادة الحرية كاملة. وهذه مسؤولية وطنية عليا تقع على عاتق كل شعبنا ومؤسساته وهيئاته وأنصاره.

وعندما نتحدث عن الحريّة وفك الأسرْ، فما يجري في عالمنا العربي هو ثورة حرية. وفك أسر جماعي على مستوى شعوب وأمة. وثورات شعوبنا تعزز ما في شعبنا الفلسطيني وتقرّبه من تحقيق حلمه- حلم الإنسانية جمعاء في الحرية والعودة وتقرير المصير واستعادة كامل الحق. وهناك أهميّة قصوى لما تدركونه بضرورة تعزيز العلاقة والتفاعل مع ثورات شعوبنا.

كما وأرى أهميّة قصوى في أن تتبنى لجنة المتابعة مواقف ونداءات توجهها الى شعوبنا العربية التي تحقق حريتها، وفي مقدمة وأسس هذا التفاعل، هو دعمنا لحركة الشعوب وكذلك دعمنا وتفاعلنا مع حركات التحرر وحركة مقاطعة إسرائيل دولياً ومناهضة تطبيعها عربياًّ.

وفي السياق ذاته وبشكل عيني أرى من الضروري بلورة موقف بل مطلب واضح المعالم نطالب شعوبنا الثائرة أن تضمنه وتفرضه، ألا وهو فك الارتباط وكل أنواع التنسيق الأمني المخابراتي لأية دولة أو سلطة عربية مع إسرائيل ومخابراتها. وهذا امتحان وطني وقومي وأخلاقي لهذه الثورات. وكذلك مطالبة السلطة الفلسطينية بهذا الشأن لأن ترجمة "التنسيق الأمني" على أرض الواقع تعني تحويل الطرف العربي الى أداه للأمن الإسرائيلي. وهناك أهمية قصوى الى رفع مثل هذه الرسالة الى الشعب الأردني حيث ومن تجربة اعتقالي وتلفيق التهم وما يسمّى "الأدلة السرية" تجعلني أدرك جيداً كم هو التنسيق الأمني بين المخابرات الأردنية وإسرائيل كبير وعميق، ولا أستطيع الخوض في التفاصيل حالياً.. والمهم أن نرفع صوتا مدويّاً ومنبِّهاً بهذا الشأن الخطير.

كما وأؤكد ضرورة مطالبة الأنظمة العربية الجديدة ومن خلال الشعوب أن تحمل الهَّم الفلسطيني وتتقاسمه وأن تسعى لدعم كفاح شعبنا في الحريّة والعودة وتقرير المصير وفكّ الأسر.

مع أطيب التمنيات ووافر التقدير

أمير مخول (حيفا/سجن الجلبوع مؤقتا)







Thursday, April 14, 2011

Wednesday, April 13, 2011

اعتصام حاشد أمام سجني جلبوع وشطة

دعـوة

 
تضامنا مع أسرانا البواسل وإحياء ليوم الأسير الفلسطيني والعربي:

اعتصام حاشد أمام سجني جلبوع وشطة

تتشرف لجنة متابعة قضايا أسرى الحرية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني ولجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين بدعوتكم للمشاركة في فعاليات "الاعتصام الحاشد أمام سجني جلبوع وشطة" والذي سينطلق في تمام الساعة العاشرة والنصف من صبيحة يوم الأحد الموافق 17/04/2011 قبالة سجني جلبوع وشطة حيث سيتخلل فعاليات الاعتصام (هتافات ورفع لافتات وأعلام وصور للأسرى) وذلك تضامنا مع أسرانا البواسل في سجون المؤسسة الإسرائيلية وإحياء ليوم الأسير الفلسطيني والعربي.

حضوركم ومشاركتكم إسناد وتفعيل لقضية الأسرى وتأكيد على مطلبهم العادلة في الحرية، وإدانة للممارسات والانتهاكات الإسرائيلية بحقهم .



الحرية لأسرانا البواسل في سجون المؤسسة الإسرائيلية

لجنة متابعة قضايا أسرى الحرية







Tuesday, April 12, 2011

أسرى الحريّة يعزون بوفاة جوليان مير خميس

أسرى الحريّة يعزون بوفاة جوليان مير خميس


حزن ومواساة وشجب واستنكار

صعِقنا وحزنّا بوفاة

جوليانو مير خميس

الفنان المقاوم الذي اغتالته أيد مجرمة معادية لشعبنا ولإنسانيتنا ولحريّتنا.

جوليانو فنان رائع وتعامل مع المسرح كمشروع مقاومة وتحرير، وتعامل مع مقاومة الاحتلال والقهر وتدعيم ضحاياه في كل موقع كمسرح عمليات نضالي لتحرير الإرادة واستعادة وإحقاق الفلسطيني- كل فلسطيني- في الوطن وعليه.

إن اختياره مخيّم جنين لمشروع الحريّة فيه تكثيفٌ لكل الرسائل.

جوليانوا مير خميس هو شهيد الشعب الفلسطيني ومسيرته التحررية الهادفة الى تحرير الإنسان وتحرير الشعب وتحرير الوطن.



أمير مخول (حيفا)، أحمد عميرة (القدس)، جمال أبو صالح (القدس)-

أسرى الحريّة في سجن الجلبوع





Thursday, April 7, 2011

رسالة تضامن من الحركة الطلابية

16.3.2011

عزيزنا أمير،



تحية طيبة وبعد،



ضمن فعاليات أسبوع مقاومة سياسة الفصل العنصري التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين، نُحيي اليوم في مسرح السّرايا في مدينة يافا نشاطاً خاصاً حول معنى خطاب الابارتهايد هنا في فلسطين. وعلى الرغم من تخصيص أسبوع لمناهضة هذه السياسة، فإن هذا لا يعني أن نشاطنا ضدها يقتصر على هذا الأسبوع، ولكنه فقط يتكثف خلاله، حيث أن تأثير هذه السياسة يطال جوانب الحياة السياسية الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين بشكل عام طيلة أيام السنة ، كما يطال الحياة الخاصة للأفراد كذلك.

وانطلاقاً من إيماننا بعدالة قضيتنا، وضرورة استمرار النضال لمواجهة هذه السياسة، وإسماع صوتنا للجميع والدفاع عن ضحايا هذه السياسة، وددنا بكلّ تواضع التوجّه إليك بهذه الرّسالة، لنُعبّر لك من خلالها عن دعمنا الكامل لصُمودك.



نحن نعي تماماً أنّ الإصرار المتزايد على إحياء أسبوع كهذا، للسنة السابعة على التوالي في بقاع مختلفة من العالم، انطلاقاً من تورنتو في عام 2005 ليصل إلى أرض المواجهة الحقيقيّة في فلسطين لأول مرّة، ليس إلاّ تأكيداً على ضرورة مقاومة جميع أشكال العنصريّة التي يتعرّض لها الفلسطينيّ بشكل منظّم وممنهج، والوقوف في وجه عنف آلة الاحتلال الحديديّة والفكريّة في آن واحدٍ.

لم يكن هذا الأسبوع ليأتي من فراغ، فهو بلا شكّ امتداد لعمل أفراد وهيئات مختلفة يدركون أهميّة نشر الوعي الحقوقي والثقافي بما يحدث هُنا، ويدفعون مقابل ذلك ثمناً باهظاً.



يتخلّل البرنامج الجاري فعّاليات في الدّاخل الفلسطيني، في قطاع غزة وكذلك في الضّفة الغربية بالإضافة لبرامج نظّمتها مجموعات فلسطينيّة في الشتات وغيرها من مجموعات متضامنة في أنحاء العالم.

لا يمكننا المرور على هذا الحدث دون الإشارة إلى أهميّته في توحيد النّداء والإصرار على رفض تقسيم المجتمع الفلسطيني والعمل على التواصل المستمر رغم الحواجز.



كما ولا بد لنا إلا أن نشكرك على مخاطبتك إيّانا في رسالتك الأخيرة، وعلى استمراريّتك في العطاء أينما كنت وخصوصا فيما يخص الحركة الطلابية الفلسطينية.



كن سالماً وبأحسن حال.



القائمين على النشاط في يافا



حركة أبناء البلد الطلابية

التجمع الطلابي الديمقراطي

حركة حق الشبابية

الجبهة الطلابية

تحالف النساء للسلام

The Organizers of IAW in Palestine 48 send Solidarity letter

Dear Ameer,


As part of the Israeli Apartheid Week activities, today we celebrated a special event on the meaning of apartheid here in Palestine at the Saraya Theater in Yafa. The designation of one week of the year to resist Israel’s apartheid policies should mean that we are restricted by the timeframe; rather, we are fully aware that Israel’s apartheid policies are affecting our political, economic and social lives throughout the whole year; it impacts our daily lives as individuals as well. Our strong and consistent belief in the justice of our cause, in the necessity to continue the struggle against apartheid and to make our voiced heard is what led us to write you this letter to express our full support to your steadfastness in the Israeli prison cell.

This is the 7th year the Israeli Apartheid Week is celebrated in different parts of the worlds. Beginning in Toronto in 2005, today, for the first time, it is celebrated on the actual battle ground in Palestine, where each Palestinian not only resists all forms of organized and systematic racism, but the ideological and iron violence of a military occupation machine. However, our activities here in Palestine are an extension of the ones organized by individuals and organizations who took upon themselves the mission of raising human rights and cultural awareness regarding what is happening in our land, and for that they pay a high price.

Activities during this week include events in Palestine 48, the Gaza Strip and the West Bank, in addition to other activities organized by Palestinian collectives in exile and other groups who are in solidarity with our cause. Such a unity in action indicates our consistent will to work together as a people despite the imposed barriers and checkpoints; our rejection of the division imposed on the Palestinian people.

We wish to thank you for writing to us in your last letter, and for your continuing contributions, wherever you may be, especially to the Palestinian students’ movement.

Sincerely,

The Organizers of IAW in Palestine 48:

Abnaa al-Balad, Students Chapter

National Democratic Assembly, Students Chapter

Haq Youth Movement

The Democratic Front for Peace and Equality, Students Chapter

Coalition of Women for Peace