إسرائيل والعودة الى أفريقيا
أمير مخول
ملخص تنفيذي :
ينصبّ الاستثمار الأكبر لجهود اسرائيل الديبلوماسية في العقد الاخيرعلى افريقيا، وهو جهد بني على شبكة واسعة من علاقات راسخة وطويلة الأمد ، تكاد تشمل كل القارة، وعلى منظومة متعددة المجالات من التعاون الثنائي مع كل واحدة من هذه البلدان. كما وتسعى اسرائيل الى استعادة موقعها كدولة مراقبة في الاتحاد الافريقي.
في نوفمبر 2018 وخلال زيارته الى تشاد اطلق رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو شعار “اسرائيل تعود الى افريقيا” وأضاف بأن “أفريقيا تعود الى اسرائيل”. وحين يتحدث عن افريقيا فإن المقصد هو دول جنوب الصحراء ودول شرق افريقيا وبالذات القرن الافريقي.
تتطرق هذه الورقة الى الرؤية الاسرائيلية لهذه العلاقات، وطبيعتها بنظرة راهنة مع لمحة تاريخية ، وكذلك الى تسليط الضوء على جوانب من استراتيجية هذا البلد تجاه منطقة القرن الافريقي وأزمة وادي النيل.
ينصبّ الاستثمار الأكبر لجهود اسرائيل الديبلوماسية في العقد الاخيرعلى افريقيا، وهو جهد بني على شبكة واسعة من علاقات راسخة وطويلة الأمد ، تكاد تشمل كل القارة، وعلى منظومة متعددة المجالات من التعاون الثنائي مع كل واحدة من هذه البلدان. كما وتسعى اسرائيل الى استعادة موقعها كدولة مراقبة في الاتحاد الافريقي.
في نوفمبر 2018 وخلال زيارته الى تشاد اطلق رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو شعار “اسرائيل تعود الى افريقيا” وأضاف بأن “أفريقيا تعود الى اسرائيل”. وحين يتحدث عن افريقيا فإن المقصد هو دول جنوب الصحراء ودول شرق افريقيا وبالذات القرن الافريقي.
تتطرق هذه الورقة الى الرؤية الاسرائيلية لهذه العلاقات، وطبيعتها بنظرة راهنة مع لمحة تاريخية ، وكذلك الى تسليط الضوء على جوانب من استراتيجية هذا البلد تجاه منطقة القرن الافريقي وأزمة وادي النيل.
خارطة المصالح الاسرائيلية
تصنف اسرائيل خارطة مصالحها في افريقيا في ثلاث محاور، وهي: دول جنوب الصحراء الافريقية (أو أفريقيا السوداء)، ودول شرق القارة وبالذات القرن الافريقي، ودول شمال افريقيا والتي تعتبرها جزءا من الشرق الاوسط والبلدان العربية ولا تقع ضمن دائرة افريقيا في الخارجية الاسرائيلية. لكنها لا تغفل هذه المجموعة من الدول العربية وبالذات مصر، وتسعى الى استغلال نفوذها وكونها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تربطها علاقات وثيقة مع كافة أطراف الصراع على مياه النيل، وذلك في مسعى لإتباع مصر لمصالحها، الامر الذي يجد تعبيرا عنه في سياساتها تجاه أزمة سدّ النهضة الاثيوبي، وهناك من يدعو الى تعميق أزمات مصر، إذ يوجد شبه إجماع أسرائيلي يرى في أزمات مصر فرصة لا تُفوّت.
أما جنوب أفريقيا فهناك تصنيف خاص لهذه الدولة، وذلك نظرا للعلاقات الامنية الاستراتيجية والنديّة مع نظام الأبرتهايد، وبالذات التعاون في المجال النووي. فنشر وثائق من الارشيف الجنوب افريقي مؤخرا والذي يعود الى مرحلة نظام الفصل العنصري، يكشف جوانب كثيرة من التعاون النووي واسلحة الدمار الشامل البيولوجية المحكمة. وهذا موضوع بحث اخر.
تصنف اسرائيل خارطة مصالحها في افريقيا في ثلاث محاور، وهي: دول جنوب الصحراء الافريقية (أو أفريقيا السوداء)، ودول شرق القارة وبالذات القرن الافريقي، ودول شمال افريقيا والتي تعتبرها جزءا من الشرق الاوسط والبلدان العربية ولا تقع ضمن دائرة افريقيا في الخارجية الاسرائيلية. لكنها لا تغفل هذه المجموعة من الدول العربية وبالذات مصر، وتسعى الى استغلال نفوذها وكونها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تربطها علاقات وثيقة مع كافة أطراف الصراع على مياه النيل، وذلك في مسعى لإتباع مصر لمصالحها، الامر الذي يجد تعبيرا عنه في سياساتها تجاه أزمة سدّ النهضة الاثيوبي، وهناك من يدعو الى تعميق أزمات مصر، إذ يوجد شبه إجماع أسرائيلي يرى في أزمات مصر فرصة لا تُفوّت.
أما جنوب أفريقيا فهناك تصنيف خاص لهذه الدولة، وذلك نظرا للعلاقات الامنية الاستراتيجية والنديّة مع نظام الأبرتهايد، وبالذات التعاون في المجال النووي. فنشر وثائق من الارشيف الجنوب افريقي مؤخرا والذي يعود الى مرحلة نظام الفصل العنصري، يكشف جوانب كثيرة من التعاون النووي واسلحة الدمار الشامل البيولوجية المحكمة. وهذا موضوع بحث اخر.
تربط اسرائيل ما بين تدخلاتها الخارجية واستراتيجياتها الكونية مع التهديدات من الداخل ، وتقصد تهديدات من داخل المناطق التي تحتلها ، اي قطاع غزة والضفة الغربية، والحدود الشمالية مع لبنان والجبهة السورية والتي تمارس فيها ما تطلق عليه “المعركة بين الحروب” واستنزاف اعدائها، وفي هذا الصدد تعتبر دول شرق افريقيا جبهة خلفية للحرب شبه المعلنة مع ايران. ورغم أولوية التعاون الأمني والعسكري تقوم سياسة اسرائيل على “القوة الناعمة” وعلى العلاقات الثنائية مع كل بلد افريقي على حدة وترى فيه “المفتاح لكسب ود افريقيا”.
دول جنوب الصحراء او “أفريقيا السوداء”
يجري الحديث عن 48 دولة في هذه المجموعة، أربعون منها تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل. وتؤكد وكالة التعاون الدولي الاسرائيلية (مشاب MASHAV) جدوى الاستثمار في العلاقات مع افريقيا، وترى أنه ينعكس في التصويت على القرارات الهامة في الامم المتحدة. كما ترى هذه الوكالة أن كسب ود الدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء من شأنه ان يضمن تفوقا لاسرائيل في الهيئة الأممية، وأن يضع حداً للمدّ الدبلوماسي الفلسطيني وانجازاته التي حققها، ويحول دون استخدام آلية الشرعية الدولية للاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية وتحت الاحتلال، ناهيك عن قيامها فعليا. وهذا يندرج أيضا في استراتيجية فك الارتباط بين التهديدات المحلية والداخلية من جهة، والاقليمية والخارجية المحيطة من جهة اخرى، في عالم متعدد الجبهات. وترى اسرائيل بإفريقيا حلبة تمارس على أرضها صراعاتها الإقليمية والدولية مع التهديدات الخارجية.
يجري الحديث عن 48 دولة في هذه المجموعة، أربعون منها تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل. وتؤكد وكالة التعاون الدولي الاسرائيلية (مشاب MASHAV) جدوى الاستثمار في العلاقات مع افريقيا، وترى أنه ينعكس في التصويت على القرارات الهامة في الامم المتحدة. كما ترى هذه الوكالة أن كسب ود الدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء من شأنه ان يضمن تفوقا لاسرائيل في الهيئة الأممية، وأن يضع حداً للمدّ الدبلوماسي الفلسطيني وانجازاته التي حققها، ويحول دون استخدام آلية الشرعية الدولية للاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية وتحت الاحتلال، ناهيك عن قيامها فعليا. وهذا يندرج أيضا في استراتيجية فك الارتباط بين التهديدات المحلية والداخلية من جهة، والاقليمية والخارجية المحيطة من جهة اخرى، في عالم متعدد الجبهات. وترى اسرائيل بإفريقيا حلبة تمارس على أرضها صراعاتها الإقليمية والدولية مع التهديدات الخارجية.
يعتبر هذا التوجّه حديث العهد، إذ ترى باستمالة التأييد الافريقي سندا في سعيها الى التحرر من الاعتماد المطلق على الفيتو الامريكي في مجلس الامن الدولي لمنع اتخاذ أية قرارات ذات صفة ملزمة، وتخوّفاتها في حينه من عدم استخدام الرئيس اوباما لحق النقض في مجلس الأمن فيما يتعلق بالاحتلال الاسرائيلي. كما يتضمن التوجّه المذكور،الكف عن سياسة اشتراط العلاقات مع دولة معينة بعدم تعاونها مع الفلسطينيين او تأييدها لحقوقهم، بل اعتماد نهج “القوة الناعمة”.
من الملاحظ أن اسرائيل الرسمية تراجعت عن الخطاب القائل بعبثية الامم المتحدة، بل تنشط فيها وتسعى الى وقف المدّ الديبلوماسي الفلسطيني، والى تغيير طابع التصويت في هيئاتها وضمانه الى جانبها فيما لو صوتت معها هذه الدول الافريقية او امتنعت او حتى غادر مندوبوها قاعة الاجتماع عند التصويت.
كما تبدي اهتمامها بالوزن الدبلوماسي المتصاعد لافريقيا، وتخصيص مقعدين في مجلس الامن الدولي، ومن شأن هذا التمثيل أن يحدث تغييرا جوهريا بمكانة اسرائيل مقابل المساعي لضعضعتها في المحافل الدولية.
إنّ ما استثمرته اسرائيل سياسيا واقتصاديا وأمنيا في افريقيا يؤتي بثماره. على سبيل المثال، تعتبر “مشاب” ان رفض الطلب الفلسطيني بالانضمام الى هيئة البريد الدولية UPU هو ثمرة الاستراتيجية الناعمة تجاه افريقيا، ودليل على جدوى الدبلوماسية النشطة في الهيئة الاممية. إذ دلّت نتائج التصويت التي نشرت بتاريخ 15 ايلول 2019 على أنه فقط 56 دولة أيدت الطلب الفلسطيني، وعارضته سبع دول، في حين امتنعت أو لم تشارك في التصويت 129 دولة.
كما أنّ امتناع مندوب رواندا عن التصويت لصالح اقتراح القرار الاردني في مجلس الامن (ديسمبر 2014) والداعي الى اقامة دولة فلسطين، قد أسقط الاقتراح عن جدول الاعمال والذي يتطلب إدراجه تأييد تسعة من بين اعضاء المجلس.
كي تضمن استمرارية أثرها، تقوم بالتنسيق مع الخبراء والطلبة الجامعيين الافارقة الذين تدربوا ودرسوا في جامعاتها ومعاهدها، ليبادروا الى إقامة قوى ضاغطة (لوبي) في بلدانهم للتأثير على السياسات باتجاه مناصرتها ودعم مصالحها، ويعتبر “نادي السلام” في كينيا والذي يضم في صفوفه أكثر من ثلاثة آلاف من الكينيين الذين درسوا في المعاهد الاسرائيلية أحد أقوى هذه المجموعات الضاغطة.
من الملاحظ أن اسرائيل الرسمية تراجعت عن الخطاب القائل بعبثية الامم المتحدة، بل تنشط فيها وتسعى الى وقف المدّ الديبلوماسي الفلسطيني، والى تغيير طابع التصويت في هيئاتها وضمانه الى جانبها فيما لو صوتت معها هذه الدول الافريقية او امتنعت او حتى غادر مندوبوها قاعة الاجتماع عند التصويت.
كما تبدي اهتمامها بالوزن الدبلوماسي المتصاعد لافريقيا، وتخصيص مقعدين في مجلس الامن الدولي، ومن شأن هذا التمثيل أن يحدث تغييرا جوهريا بمكانة اسرائيل مقابل المساعي لضعضعتها في المحافل الدولية.
إنّ ما استثمرته اسرائيل سياسيا واقتصاديا وأمنيا في افريقيا يؤتي بثماره. على سبيل المثال، تعتبر “مشاب” ان رفض الطلب الفلسطيني بالانضمام الى هيئة البريد الدولية UPU هو ثمرة الاستراتيجية الناعمة تجاه افريقيا، ودليل على جدوى الدبلوماسية النشطة في الهيئة الاممية. إذ دلّت نتائج التصويت التي نشرت بتاريخ 15 ايلول 2019 على أنه فقط 56 دولة أيدت الطلب الفلسطيني، وعارضته سبع دول، في حين امتنعت أو لم تشارك في التصويت 129 دولة.
كما أنّ امتناع مندوب رواندا عن التصويت لصالح اقتراح القرار الاردني في مجلس الامن (ديسمبر 2014) والداعي الى اقامة دولة فلسطين، قد أسقط الاقتراح عن جدول الاعمال والذي يتطلب إدراجه تأييد تسعة من بين اعضاء المجلس.
كي تضمن استمرارية أثرها، تقوم بالتنسيق مع الخبراء والطلبة الجامعيين الافارقة الذين تدربوا ودرسوا في جامعاتها ومعاهدها، ليبادروا الى إقامة قوى ضاغطة (لوبي) في بلدانهم للتأثير على السياسات باتجاه مناصرتها ودعم مصالحها، ويعتبر “نادي السلام” في كينيا والذي يضم في صفوفه أكثر من ثلاثة آلاف من الكينيين الذين درسوا في المعاهد الاسرائيلية أحد أقوى هذه المجموعات الضاغطة.
نظرة الى العلاقات الاقتصادية وتصدير حلم الخلاص
تعتبر اسرائيل أنّ افريقيا هي سوق هائلة وفرصة اقتصادية غير مستغلة ينبغي الاستثمار بها والسعي الى مضاعفة حجم التصدير اليها ثلاث مرات مقارنةً بما هو قائم اليوم. إذ توفّر هذه القارة قوة سوق متنامية ضمن اقتصادات تتعاظم بوتيرة سريعة وفيها سبعة من أول عشرة اقتصادات صاعدة في العالم، وأنّ هناك الكثير مما تعرضه الشركات الاسرائيلية في مجالات البرمجة، والاتصالات، والتجزئة، والمياه، والطاقة وغيرها.
يصل حجم التبادل التجاري مع افريقيا الى 3%. والمسعى هو احداث انقلاب في هذا المضمار. وتستند هذه النظرة الى الطاقة الاقتصادية عند الأطراف، والى تعاظم القدرة الاستهلاكية الافريقية.
تعرض اسرائيل ذاتها في افريقيا بأنها تملك من قدرات ما تحتاجه افريقيا لتطورها ونموّ اقتصاداتها ومجتمعاتها. في هذا الصدد تسويق حلم الأمن الغذائي والطاقة الخضراء وتوفير الغذاء والطاقة الكهربائية ل600 مليون افريقي. ويؤكد اللوبي البرلماني في الكنيست للعلاقات مع افريقيا بأنّ: “خصوبة الارض الافريقية وتطور التكنولوجيا الزراعية الاسرائيلية هما المفتاح”.
يشكل التعاون الأمني أحد أهم ثوابت العلاقة مع دول افريقيا. وإن انحصر في السابق على بيع الاسلحة الخفيفة فقد جرى تحوّل كبير في هذا المضمار ليشمل العتاد الحربي وتحسين الطائرات والمنظومات الصاروخية ومضادات الطيران والتدريب عليها.
وفي رؤية مستقبلية ترى اسرائيل انه من بين عشرة اقتصادات صاعدة والاكثر نموا في العالم هنالك سبعة في افريقيا تربطها علاقات وثيقة معها. ان الطبقة الوسطى الافريقية في اتساع متزايد ولها حيز كبير في الاقتصاد والسياسة والثقافة، وهي مناصرة للتعاون مع اسرائيل.
تعتبر اسرائيل أنّ افريقيا هي سوق هائلة وفرصة اقتصادية غير مستغلة ينبغي الاستثمار بها والسعي الى مضاعفة حجم التصدير اليها ثلاث مرات مقارنةً بما هو قائم اليوم. إذ توفّر هذه القارة قوة سوق متنامية ضمن اقتصادات تتعاظم بوتيرة سريعة وفيها سبعة من أول عشرة اقتصادات صاعدة في العالم، وأنّ هناك الكثير مما تعرضه الشركات الاسرائيلية في مجالات البرمجة، والاتصالات، والتجزئة، والمياه، والطاقة وغيرها.
يصل حجم التبادل التجاري مع افريقيا الى 3%. والمسعى هو احداث انقلاب في هذا المضمار. وتستند هذه النظرة الى الطاقة الاقتصادية عند الأطراف، والى تعاظم القدرة الاستهلاكية الافريقية.
تعرض اسرائيل ذاتها في افريقيا بأنها تملك من قدرات ما تحتاجه افريقيا لتطورها ونموّ اقتصاداتها ومجتمعاتها. في هذا الصدد تسويق حلم الأمن الغذائي والطاقة الخضراء وتوفير الغذاء والطاقة الكهربائية ل600 مليون افريقي. ويؤكد اللوبي البرلماني في الكنيست للعلاقات مع افريقيا بأنّ: “خصوبة الارض الافريقية وتطور التكنولوجيا الزراعية الاسرائيلية هما المفتاح”.
يشكل التعاون الأمني أحد أهم ثوابت العلاقة مع دول افريقيا. وإن انحصر في السابق على بيع الاسلحة الخفيفة فقد جرى تحوّل كبير في هذا المضمار ليشمل العتاد الحربي وتحسين الطائرات والمنظومات الصاروخية ومضادات الطيران والتدريب عليها.
وفي رؤية مستقبلية ترى اسرائيل انه من بين عشرة اقتصادات صاعدة والاكثر نموا في العالم هنالك سبعة في افريقيا تربطها علاقات وثيقة معها. ان الطبقة الوسطى الافريقية في اتساع متزايد ولها حيز كبير في الاقتصاد والسياسة والثقافة، وهي مناصرة للتعاون مع اسرائيل.
القرن الافريقي والصراع على مياه النيل
لمحة تاريخية ورؤية مستقبلية
لمحة تاريخية ورؤية مستقبلية
حددت اسرائيل دوافعها للعلاقات مع دول القرن الافريقي في سنوات الخمسين بمجالين: الأول هو مصالح عليا أمنية وسياسية، ، وثانيا “القيم المشتركة” والحاجة الى دائرة خارجية وديّة، من أنظمة موالية للغرب او دول ذات غالبية مسيحية مثل اثيوبيا ومسيحيي جنوب السودان. وقد رأى بن غوريون ووزيرة خارجيته غولدا مائير ، أنّ هذه العلاقات هي أحد الاسس التي تقوم عليها علاقات اسرائيل الدولية لإحكام الطوق الافريقي غير العربي وغير المسلم على الطوق العربي.
لقد اعتبرت الحركة الصهيونية ثم إسرائيل منذ العام 1948، أن أثيوبيا هي البوّابة للعلاقات مع افريقيا، فهي جزء من “اطراف الشرق الاوسط”، وأرضية خصبة لتشكّل قاعدة مؤيدة لها على سواحل البحر الاحمر، مما حوّلها الى البلد الاكثر اهمية ضمن الدول الافريقية، وقد استثمرت فيها أكثر مما استثمرته في اي بلد آخر في العالم.
في حين رأت بالعلاقات مع كينيا ركيزة لتنافسها على الاسواق العالمية، ومن الركائز التي بنت عليها اسرائيل علاقاتها مع افريقيا. وتمتد هذه العلاقات الى العام 1903 مع بدايات المشروع الصهيوني والى مشروع اوغندا والذي شمل مناطق من كينيا ايضا لتوطين يهود اوروبا.
في حين رأت بالعلاقات مع كينيا ركيزة لتنافسها على الاسواق العالمية، ومن الركائز التي بنت عليها اسرائيل علاقاتها مع افريقيا. وتمتد هذه العلاقات الى العام 1903 مع بدايات المشروع الصهيوني والى مشروع اوغندا والذي شمل مناطق من كينيا ايضا لتوطين يهود اوروبا.
القرن الافريقي: والصراع على مياه النيل
تشكل اسرائيل لاعبا حاضرا في الصراع على مياه النيل وكذلك في مسألة سد النهضة الاثيوبي وبالذات صراع الاخيرة مع مصر. ولها علاقات وثيقة ومتعددة المجالات مع كل الدول ذات الصلة، وتركّز بالأساس على العلاقات الثنائية مع كل بلد، وهذه استراتيجية اسرائيلية ثابتة.
وتؤكد المصادر الاسرائيلية ان مصر طلبت من اسرائيل التدخل لدى اثيوبيا، وتعزو زيارة سامح شكري وزير خارجية مصر الى تل ابيب ايلول 2016 بانها تندرج في هذا الصدد.
يعزز الصراع على سد النهضة الاثيوبي وضعية اسرائيل على حساب الفلسطينيين. اذ وجدت في الصراع المصري الاثيوبي على مياه النيل فرصة لها، وذلك نتيجةً لعلاقات اسرائيل الوثيقة مع كل الاطراف، وكذلك الى الاولويات المصرية الاستراتيجية. وتشير مصادر اسرائيلية في 19/7/2016 الى انه فور عودة نتنياهو من أفريقيا، وصل الى تل ابيب وزير الخارجية المصري. وقد تحدثت عناوين الصحف الاسرائيلية عن زيارة المسؤول المصري بأنها تأتي ضمن مبادرة سلام مع الفلسطينيين، في حين أنّ الموضوع الحقيقي كان وساطة اسرائيلية في حرب المياه المذكورة. وحسب ذات المصدر فإن التخوفات المصرية من بناء السد دفعت بالرئيس السيسي الى التباعد مع فرنسا والى التقارب من روسيا والى توثيق التعاون مع اسرائيل. في حين ان الفلسطينيين هم الخاسرون الاساسيون، إذ ان مبادرة السلام الفرنسية لحل القضية الفلسطينية قد انهارت، ودخلت اسرائيل في دور الوسيط في صراعات حوض النيل.
يتعزز دور اسرائيل كوسيط. وهكذا حصل مثلا عشية مؤتمر دول حوض النيل والذي عقد في اوغندا 2016. فحسب المصادر الاسرائيلية قام رئيس الحكومة نتنياهو بلعب هذا الدور، وسبق ذلك قيامه بتمهيد الارضية لهذه المهمة في زيارته في ذات الفترة الى اوغندا، وفتح الطريق للمفاوضات بوساطة دولته، وأبدى حرصه لدى الاوغنديين بعدم المساس بمصالح مصر جراء بناء السد.
في المقابل تنطلق اسرائيل من أنّ إدراك الرئيس المصري لماهيّة علاقاتها مع دول القرن الافريقي، ستجعله يطلب تدخلها لحماية مصالح مصر. وفي هذا السياق تعتبر “مشاكل مصر هي فرصتها” في فرض هيمنتها على الاخيرة ومن خلال حاجة مصر اليها. وحسب ذات المصادر فإن حاجة النظام المصري للعلاقة مع اسرائيل في سياق الصراع على سد النهضة، شكلت الاداة لافشال المبادرة الفرنسية هذا العام حول القضية الفلسطينية. هذا الدور مقابل مصر يتعزز أيضا نتيجة لحاجة النظام المصري الى الغاز الطبيعي الخاضع لاسرائيل.
في مسار آخر، رحبت تل أبيب باتفاقية السلام بين اثيوبيا واريتريا التي تعمل على اراضيها قاعدة تجسس ورقابة اسرائيلية، في حين زوّدت اثيوبيا بمنظمة مضادات للصواريخ والطيران لحماية سد النهضة في حال نزاع مسلح. ورأت في الاتفاقية نقطة تحوّل وحدثا مفصليا من شأنه ان يغيّر قواعد اللعبة في منطقة البحر الاحمر ويؤثر على مجمل مجريات الأمور وخارطة الصراعات، وعلى حساب مصر، وهو بمثابة النافذة التي على اسرائيل ان تعزز تدخّلها من خلالها. وهو “فرصة جيوسياسية تحقق فيها اسرائيل تنازلات من مصر”، وتضمن تعاظم دورها الجيوسياسي ولعب دور دولة عظمى مقابل الاطراف المشتتة والمتصارعة.
دعمت اسرائيل التقارب بين دول شرق افريقيا ودول الخليج، ورغم تعزز مقوّمات تفوّقها النسبي مقابل مصر، نظرت اسرائيل في حينه بقلق الى عقد اجتماع طاريء لجامعة الدول العربية، والى كون الاجتماع جاء تلبية لطلب فلسطيني جاء في اعقاب لقاء نتنياهو مع اثني عشر رئيسا أفريقياً، ونتيجة للتخوفات من اسقاطات تعزيز العلاقات الاسرائيلية الافريقية على المسألة الفلسطينية.
تشكل اسرائيل لاعبا حاضرا في الصراع على مياه النيل وكذلك في مسألة سد النهضة الاثيوبي وبالذات صراع الاخيرة مع مصر. ولها علاقات وثيقة ومتعددة المجالات مع كل الدول ذات الصلة، وتركّز بالأساس على العلاقات الثنائية مع كل بلد، وهذه استراتيجية اسرائيلية ثابتة.
وتؤكد المصادر الاسرائيلية ان مصر طلبت من اسرائيل التدخل لدى اثيوبيا، وتعزو زيارة سامح شكري وزير خارجية مصر الى تل ابيب ايلول 2016 بانها تندرج في هذا الصدد.
يعزز الصراع على سد النهضة الاثيوبي وضعية اسرائيل على حساب الفلسطينيين. اذ وجدت في الصراع المصري الاثيوبي على مياه النيل فرصة لها، وذلك نتيجةً لعلاقات اسرائيل الوثيقة مع كل الاطراف، وكذلك الى الاولويات المصرية الاستراتيجية. وتشير مصادر اسرائيلية في 19/7/2016 الى انه فور عودة نتنياهو من أفريقيا، وصل الى تل ابيب وزير الخارجية المصري. وقد تحدثت عناوين الصحف الاسرائيلية عن زيارة المسؤول المصري بأنها تأتي ضمن مبادرة سلام مع الفلسطينيين، في حين أنّ الموضوع الحقيقي كان وساطة اسرائيلية في حرب المياه المذكورة. وحسب ذات المصدر فإن التخوفات المصرية من بناء السد دفعت بالرئيس السيسي الى التباعد مع فرنسا والى التقارب من روسيا والى توثيق التعاون مع اسرائيل. في حين ان الفلسطينيين هم الخاسرون الاساسيون، إذ ان مبادرة السلام الفرنسية لحل القضية الفلسطينية قد انهارت، ودخلت اسرائيل في دور الوسيط في صراعات حوض النيل.
يتعزز دور اسرائيل كوسيط. وهكذا حصل مثلا عشية مؤتمر دول حوض النيل والذي عقد في اوغندا 2016. فحسب المصادر الاسرائيلية قام رئيس الحكومة نتنياهو بلعب هذا الدور، وسبق ذلك قيامه بتمهيد الارضية لهذه المهمة في زيارته في ذات الفترة الى اوغندا، وفتح الطريق للمفاوضات بوساطة دولته، وأبدى حرصه لدى الاوغنديين بعدم المساس بمصالح مصر جراء بناء السد.
في المقابل تنطلق اسرائيل من أنّ إدراك الرئيس المصري لماهيّة علاقاتها مع دول القرن الافريقي، ستجعله يطلب تدخلها لحماية مصالح مصر. وفي هذا السياق تعتبر “مشاكل مصر هي فرصتها” في فرض هيمنتها على الاخيرة ومن خلال حاجة مصر اليها. وحسب ذات المصادر فإن حاجة النظام المصري للعلاقة مع اسرائيل في سياق الصراع على سد النهضة، شكلت الاداة لافشال المبادرة الفرنسية هذا العام حول القضية الفلسطينية. هذا الدور مقابل مصر يتعزز أيضا نتيجة لحاجة النظام المصري الى الغاز الطبيعي الخاضع لاسرائيل.
في مسار آخر، رحبت تل أبيب باتفاقية السلام بين اثيوبيا واريتريا التي تعمل على اراضيها قاعدة تجسس ورقابة اسرائيلية، في حين زوّدت اثيوبيا بمنظمة مضادات للصواريخ والطيران لحماية سد النهضة في حال نزاع مسلح. ورأت في الاتفاقية نقطة تحوّل وحدثا مفصليا من شأنه ان يغيّر قواعد اللعبة في منطقة البحر الاحمر ويؤثر على مجمل مجريات الأمور وخارطة الصراعات، وعلى حساب مصر، وهو بمثابة النافذة التي على اسرائيل ان تعزز تدخّلها من خلالها. وهو “فرصة جيوسياسية تحقق فيها اسرائيل تنازلات من مصر”، وتضمن تعاظم دورها الجيوسياسي ولعب دور دولة عظمى مقابل الاطراف المشتتة والمتصارعة.
دعمت اسرائيل التقارب بين دول شرق افريقيا ودول الخليج، ورغم تعزز مقوّمات تفوّقها النسبي مقابل مصر، نظرت اسرائيل في حينه بقلق الى عقد اجتماع طاريء لجامعة الدول العربية، والى كون الاجتماع جاء تلبية لطلب فلسطيني جاء في اعقاب لقاء نتنياهو مع اثني عشر رئيسا أفريقياً، ونتيجة للتخوفات من اسقاطات تعزيز العلاقات الاسرائيلية الافريقية على المسألة الفلسطينية.
يعود هذا التردد في الموقف الاسرائيلي الى وجود تيار في مجال الامن القومي، يلحظ توترات باطنية غير معلنة بين مصر واسرائيل، ويرى ان تعاظم قوة الجيش المصري في السنوات الاخيرة لا يعود الى الاستعدادات لـ”حرب مياه” مع اثيوبيا، وإنما الى اعتبارات مصرية ترى ان الملحق العسكري المرفق لاتفاقيات كامب ديفيد يشكّل عبئاً على مصر التي تسعى الى تغيير أسس العلاقات بين البلدين، وحصرياً التخلص من الشروط المهينة المنصوص عليها فيه، والتي لا تقبل اسرائيل بتغييرها.
الخلاصة:
العلاقات الاسرائيلية الافريقية ثابتة متشعّبة ومستدامة وتتعزز باستمرار. وهي ذات مسارين مركزيين – الأمني والاقتصادي التنموي حسب التعريف الاسرائيلي وفي صلبه استراتيجية القوة الناعمة طويلة الأمد. وتشكّل لاعبا قويّا في العلاقات فيما بين الدول الافريقية وفي الصراعات الداخلية فيها
أهداف اسرائيل استراتيجية أمنيّة واقتصادية ودبلوماسية، تخدم مصالحها العليا على الساحة الدولية، كما وتسعى الى التخلص من استحقاقات القضية الفلسطينية. يشكّل التعاون الأمني أحد أهم محرّكات العلاقات مع ألدول الافريقية، وتشهد الفترة الراهنة توثيقا للتعاون في هذا المجال، ولعلاقات متعددة الجوانب.
تشكل دول القرن الافريقي أولوية اسرائيلية بسبب قربها الى البحر الاحمر، أحد أهم الطرق التجارية العالمية ومنطقة أمن قومي اسرائيلي عليا. ولجميعها علاقات وثيقة معها. وترى باستثمارها في العلاقات مع أثيوبيا الأكثر جدوى من بين جميع دول العالم.
بلورت اسرائيل علاقاتها مع كل دولة افريقية على اساس ثنائي ضمن رسم خارطة مصالحها في افريقيا ككل. وتعتبر العلاقات الثنائية مفتاح نفوذها.
غدت اسرائيل لاعبا مركزيا في الصراعات بين دول حوض النيل على مياهه، ولها علاقة وثيقة مع كل اطراف الصراع، مما يتيح لها التدخل في حل الصراعات بما يخدم مصالحها.
ترى اسرائيل ان أزمات مصر هي فرصة لها في التدخل من خلال علاقاتها مع دول القرن الافريقي،
برؤية مستقبلية، تأخذ اسرائيل على محمل الجد، كل احتمالية لموقف عربي افريقي موحّد، وتسعى لتفتيته وبناء تحالفات تحاصر المدى العربي. وعمليا استكملت اسرائيل بلورة طوق افريقي غير عربي وبالمجمل غير مسلم على ما اعتبرته سابقا الطوق العربي عليها في مراحلها الاولى.
في رؤية مستقبلية تؤكد كل المؤشرات أن العلاقات ثابتة ومتينة وتنحو نحو التعزز والاتساع، وهي الاستثمار الأجدى في علاقاتها الدولية. وهكذا تبرر انها تعود الى افريقيا وان افريقيا تعود إليها.
العلاقات الاسرائيلية الافريقية ثابتة متشعّبة ومستدامة وتتعزز باستمرار. وهي ذات مسارين مركزيين – الأمني والاقتصادي التنموي حسب التعريف الاسرائيلي وفي صلبه استراتيجية القوة الناعمة طويلة الأمد. وتشكّل لاعبا قويّا في العلاقات فيما بين الدول الافريقية وفي الصراعات الداخلية فيها
أهداف اسرائيل استراتيجية أمنيّة واقتصادية ودبلوماسية، تخدم مصالحها العليا على الساحة الدولية، كما وتسعى الى التخلص من استحقاقات القضية الفلسطينية. يشكّل التعاون الأمني أحد أهم محرّكات العلاقات مع ألدول الافريقية، وتشهد الفترة الراهنة توثيقا للتعاون في هذا المجال، ولعلاقات متعددة الجوانب.
تشكل دول القرن الافريقي أولوية اسرائيلية بسبب قربها الى البحر الاحمر، أحد أهم الطرق التجارية العالمية ومنطقة أمن قومي اسرائيلي عليا. ولجميعها علاقات وثيقة معها. وترى باستثمارها في العلاقات مع أثيوبيا الأكثر جدوى من بين جميع دول العالم.
بلورت اسرائيل علاقاتها مع كل دولة افريقية على اساس ثنائي ضمن رسم خارطة مصالحها في افريقيا ككل. وتعتبر العلاقات الثنائية مفتاح نفوذها.
غدت اسرائيل لاعبا مركزيا في الصراعات بين دول حوض النيل على مياهه، ولها علاقة وثيقة مع كل اطراف الصراع، مما يتيح لها التدخل في حل الصراعات بما يخدم مصالحها.
ترى اسرائيل ان أزمات مصر هي فرصة لها في التدخل من خلال علاقاتها مع دول القرن الافريقي،
برؤية مستقبلية، تأخذ اسرائيل على محمل الجد، كل احتمالية لموقف عربي افريقي موحّد، وتسعى لتفتيته وبناء تحالفات تحاصر المدى العربي. وعمليا استكملت اسرائيل بلورة طوق افريقي غير عربي وبالمجمل غير مسلم على ما اعتبرته سابقا الطوق العربي عليها في مراحلها الاولى.
في رؤية مستقبلية تؤكد كل المؤشرات أن العلاقات ثابتة ومتينة وتنحو نحو التعزز والاتساع، وهي الاستثمار الأجدى في علاقاتها الدولية. وهكذا تبرر انها تعود الى افريقيا وان افريقيا تعود إليها.
________________________________________
https://www.gov.il/he/departments/Units//africa
https://leumanut.com/%D7%94%D7%AA%D7%A2%D7%A6%D7%9E%D7%95%D7%AA-%D7%99%D7%A9%D7%A8%D7%90%D7%9C-%D7%90%D7%9C-%D7%9E%D7%95%D7%9C-%D7%9E%D7%A6%D7%A8%D7%99%D7%9D/
نشرت الوثائق في كتاب ساشا بولكوف-سورانسكي في كتابه “الحلف المخفي -التحالف السري بين اسرائيل وجنوب افريقيا في مرحلة الابرتهايد” https://www.israelhayom.co.il/article/31823
هيرمان بوطيم
هيرمان بوطيم
https://mfa.gov.il/MFA/mashav/Where_We_Work/Pages/Africa.aspx
https://www.chamber.org.il/foreigntrade/1106/12977/14851/14853/16437/
www.mida.org.il/2016/06/26/%D7%90%D7%A4%D7%A8%D7%99%D7%A7%D7%94-%D7%95%D7%99%D7%A9%D7%A8%D7%90%D7%9C-%D7%AA%D7%97%D7%99%D7%9C%D7%AA%D7%94-%D7%A9%D7%9C-%D7%99%D7%93%D7%99%D7%93%D7%95%D7%AA-%D7%9E%D7%95%D7%A4%D7%9C%D7%90%D7%94/
مصدر سابق
مصدر سابق
يفغيني كلاوبر الباحث المتخصص بشؤون شرق اوروبا والعنف الإثني في قسم العلوم السياسية في جامعة تل ابيب
مصدر سابق
يفغيني كلاوبر الباحث المتخصص بشؤون شرق اوروبا والعنف الإثني في قسم العلوم السياسية في جامعة تل ابيب
mida.org.il/2016/07/19/%D7%94%D7%A1%D7%9B%D7%A8-%D7%94%D7%90%D7%AA%D7%99%D7%95%D7%A4%D7%99-%D7%A9%D7%9E%D7%97%D7%96%D7%A7-%D7%90%D7%AA-%D7%99%D7%A9%D7%A8%D7%90%D7%9C-%D7%A2%D7%9C-%D7%97%D7%A9%D7%91%D7%95%D7%9F-%D7%94%D7%A4/
المصدر ذاته
https://www.makorrishon.co.il/news/64489/
https://www.makorrishon.co.il/news/64489/
https://www.makorrishon.co.il/nrg/online/1/ART2/881/404.html
No comments:
Post a Comment