ميادين التحرير بحاجة للمرأة والرجل
إنه الثامن من آذار، وللمرأة يوم وعام، ليس المقصود يوماً مُحدّداً، بل موقفا لها واستحقاقاً على جميعنا. هذا ما يقوله يوم المرأة العالمي، إنه ليس موقفاً من المرأة بل موقفاً من إنسانيتنا وقيمنا وأخلاقياتنا.
المناسبة هي للتذكير وتأكيد الموقف والأهم هو تأكيد السلوك المستحق من الموقف والسعي أن يصبح ثقافة حيث لا موقف واجب.. الموقف الطوعي والسلوك الطوعي، والالتزام هو قرار ذاتي لكل إمرأة ولكل رجل.
في هذا العام أثبتت المرأة العربية واثبت الرجل العربي أن ميادين التحرير تتسع لكليهما وبحاجة الى كليهما، ومن دونهما لا ثورة تحدث.. تحيّة لنساء ميادين التحرير وتحية لرجال ميادين التحرير في يوم المرأة.
ميادين التحرير هي في القاهرة وتونس وكل الوطن العربي وهي أكثر بكثير من مجرًد موقع جغرافي أو مركز مدينة عظيمة، أنها واقع إنساني جديد موقع في إنسانيتنا الحرّة، وفي الموقع الإنساني فإن الإنسان هو الإنسان رجلاً كان أم امرأة.
في هذا العام وفي يوم المرأة الأول وأنا في سجنهم، فإنني أخصّ بالتحية امرأة قادت معركة حريّة وتحرير، ولم تكن لتقودها لو لوم تكن امرأة حرّة سيِّدة قرارها وإرادتها لها. لقد قاومت العدوان الترهيبي على بيتنا قبل فجر السادس من أيار 2010 واعتقالي المتواصل في زنازينهم وسجنهم، تصدّت لهم ولإرهابهم المتلذّذ على شنّ عدوان هدف الى كسر إنسانيتنا، قاومتهم يوما يوماً وساعة ساعة اخترقت حصارهم وأفشلت تعتيمهم الإعلامي بل جعلت جريمتهم مفضوحة وتحت مجهر الناس، قاومت ظلم قضاتهم وحكمهم، وتحمّلت المسؤولية كل المسؤولية، وتحمّلت الهمّ كل الهمّ، قاومت عنصريتهم وانتقامهم، حَمَت بنتينا العظيمتين هند وهدى واللتين تحوّلتا بلحظة الى رفيقتي درب كفاحي انساني رائعتين، وحملت آلام الفراق العائلي المؤقت بسجني وفقدان والدين، أنا معها لكن لست بجانبها. تواصلت مع كل الناس الطيبة وما أكثرهم في مجتمعنا وتواصلت مع كل العالم وأصدقائنا وأصدقاء شعبنا، لتغمر حركة مقاومة الظلم والظالمين ببعد إنساني وإرادة إنسانية لا تنضب وستنتصر حتماً. وهكذا تجمّعت كل الناس المحبة والمتضامنة في البلاد والعالم للتقاسم الهَمّ والمسؤولية ولتجعل دربنا الى الحرِّية أقصر واقرب. أنها المرأة التي أكدت أن إرادتنا وحبنا أقوى. إنها جنان.. واليك يا حبيبتي أهدي تحياتي في يوم المرأة.
أمير
الثامن من آذار 2011- أمير مخول /سجن الجلبوع مؤقتا مهما طال
No comments:
Post a Comment