Monday, August 15, 2011

اللهم إني صائم من أجل تحرير الأسرى/مزامير عمري

تعليقا على قصة البطيخة والأربعين أسير/ أمير مخول فيما يلي مزامير عمري:
http://ameermakhoul.blogspot.com/2011/08/blog-post.html




 على خلفيّة بطيخة أمير والـ 39 أسير

اللهم إني صائم من أجل تحرير الأسرى

كلّما خرجت إلى حرارة الصيف الحارق، أتذرّع إلى الله سبحانه وتعالى، أن يجعل هذا الصيف وكل صيف بردا وسلامة على الأسرى الفلسطينيين في معسكرات الاعتقال، وكلّما رأيت بطيخة، بعد مقال الأسير أمير مخول،أطلقت دعائي بـ"اللهم بوّز البطيخ الذي لا يأكله الأسرى". ردّ الأسير أمير مخول على رئيس حكومة إسرائيل، الذي أعلن عن "نهاية عصر الامتيازات" التي يتمتّع بها الأسرى السبعة ألاف في معسكرات الاعتقال.

وفي مزماري هذا، لا أريد الخوض في تفاصيل "الامتيازات" التي يتكرّم بها النظام الإسرائيلي، على أسرى الحريّة، ولا بالبطيخة التي تحتاج إلى حاسوب وحَسّاب ومهندس ودفتر حساب، ليتمكنوا من تقسيمها إلى 40  قطعة، بحيث يحصل أمير مخول والـ 39 أسير على حصص متساوية، من "لبّة" البطيخة الأحمر، دون إدخال القشرة الخضراء لكميّة 1 قسمة 40، فكروية البطيخة تزيد الحسبة تعقيدا. 

ستفتح جماهيرنا وشعبنا الفلسطيني، دفتر الحساب، آجلا أم عاجلا، أمام الرأي العام العربي والعالمي وأمام ضمائرنا، بعد كل ما اقترفه هذا النظام وهذه "العدالة" الغربية بحق عشرات ألاف الفلسطينيين والعرب، بمن فيهم الـ 7000 أسير الحاليين.

ما نعرفه عن جميع الحروب أن الأسرى لا يُحاكمون، وفي جميع الحروب التي نعرفها وبمن فيها الحرب العالمية الأولى والثانية، يتم إطلاق الأسرى بمن فيهم الأسرى الذين قصفوا العدو بالطائرات والمدافع والدبابات، ولكن إسرائيل مُستَثنية من هذا، "فعدالة" إسرائيل العسكرية والمدنية، تأمر بأسر الأطفال والنساء والشباب، بعد انتزاع الاعترافات منهم، لم نسمع في العالم عن وجود أسرى يقبعون في المعسكرات عشرات السنين ولم نسمع عن أسرى حتى لسنوات إلا بعد قيام هذا الكيان في هذه المنطقة وقيام النازي الجديد، بوش بالجرائم ضد الإنسانية في أفغانستان والعراق، كما لم نسمع عن دولة تحتجز أسرى تحت التراب وترفض الإفراج عن رفاتهم منذ عشرات السنوات سوي في إسرائيل.

قامت إسرائيل بالضرب بعرض الحائط كل المواثيق والمعاهدات الدوليّة، كما وضربت السلطة الفلسطينية، بعرض الحائط، الثوابت الفلسطينية بمن فيها إطلاق سراح الأسرى، واستمرّت بالمفاوضات، مفاوضات "بطيز" مفاوضات، وتنازلات "بطيز" تنازلات دون أن تتمكّن من إطلاق سراح أسير واحد من أسرى الحريّة.
لا اعرف ما هي الحاجة إلى أبو مازن وفيّاض وعبد ربّه وكل الوجوه التي تتبوّء نشرات المفاوضات، بـ"اللّت والعَجِن" والكلام الفارغ، وآلاف الأسرى يقبعون خلف القضبان، فهل أصبح إطلاق سراحهم خطرا ليس على إسرائيل بل على سلطة اوسلوا، بعبّاسها وفيّاضها وعبد ربّها؟

لذلك كلّه على شعبنا وضع قضيّة الأسرى على سلّم الأولويات، فهؤلاء البشر وعائلاتهم و حرّيتهم، أهمّ من أيّة مفاوضات برعاية أمريكية أو رعاية حسني مباركيّة، وأهم من الرباعيّة والأمم المتّحدة، وأهم من الاعتراف بشهر أيلول كشهر الخيرات، لذلك قرّرت الطلب من الله تعالى، اعتبار صيامي هذا العام بالإضافة إلى الصوم إلى الله تعالى، الصوم من اجل حرّيّة أسرى القدس وفلسطين.

وهذه دعوة لكل الحريصين على الحريّة.
صوما مقبولا وتحريرا قريبا.


دراويش محمود
يُعجبني بعض مثقّفينا الاستشهاديين، الذين اخذوا على عاتقهم تفجير مسلسل "في حضرة الغياب"، الذي يحكي مسيرة الشاعر محمود درويش، أو ربّما نصف مسيرته أو جزء منها، والذي لم يُعجب هؤلاء الذين قرّروا، "الشعب لا يريد لتلفزيون فلسطين عرض المسلسل"، وهؤلاء الاستشهاديين لم تتحرّك ألسنتهم ولا أقلامهم ولم تهتزّ لهم قصبة، على ما يعرضه التلفزيون الفلسطيني باقي الساعات وباقي الأيام والأشهر والسنين، حتى إنّي أبعدت هذه القناة من إمكانيّة مشاهدتها بكبسة عن طريق الخطأ على جهاز التّحكّم، تجنّبا لتقزّز حقيقي، اثر خطأ حدث بالكابس على المكبوس في جهاز التّحكم، فحكم عليّ مشاهدة التلفزيون الإسرائيلي باللغة العربيّة.

يُعجبني هؤلاء المثقّفين الذين تَحَوّلوا إلى أسود واستشهاديين لمنع بثّ المسلسل في تلفزيون فلسطين، لما فيه من عبث بحياة الشاعر محمود درويش، بينما بقوا "خناجع" وشعراء بلاط وصحفيي بلاط ومحاميي بلاط وأعضاء كنيست بلاط، عند العبث بالقضيّة الفلسطينيّة كلّها، أمنيا وسياسيا وفسادا، على يد رفاقهم وأصدقائهم وأحبابهم في رام الله، قبل دحلان وبعد دحلان ومع دحلان.

قد يكون المسلسل تافها بالنسبة لهم، ولكن أيضا يمكن أن يكون غير ممل للمشاهد الأبعد شرق أوسطيا، و"قد" الثالثة ينتظره المشاهد الشرقي في الغرب، بشغف وتقدير، وما بين "قد" الأولى والأخيرتين علاقة بفلسطين بينما جماعة الـ"قد" الأولى تعنيهم التفاصيل والمردود المعنوي والمالي.

لا أريد الخوض في التفاصيل، ولكن لا يمكن، بالثلاثة، إقدام أي مُخرج أو مُنتج أو إلى ما لا نهاية من الأوّات وما يتبعها من مسؤوليّات، بدون موافقة ورثة محمود درويش، أم أن القتال الآن على ورثة محمود ما بين الشرعيين والمشروعيين؟

سمعت وقرأت بعض ما كتبه دراويش محمود ولكن لم اسمع ولم أقرأ لأيّ من آل درويش أي تعقيب أو نفي بعلمهم وتنسيقهم واجتماعهم بالمخرج والممثّل، قبل وخلال الإعداد للمسلسل، والتفاصيل لا نحتاج إلى تفصيلها، لذلك مطلوب قليلا من التواضع من دراويش محمود الحاليين ودراويش الانتفاع من السلطة سابقا وحاليّا.




والله ولي التوفيق



No comments: