مخول: مر عام على سجني... الإرادة الحرّة تبقى أقوى من جبروتهم
عرب 48تاريخ النشر: 14/04/2011 - ساعة النشر: 15:28
تلقى رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد زيدان، الأسبوع الجاري، رسالة من رئيس لجنة الدفاع عن الحريات، الأسير أمير مخول، والتي كان مخول قد كتبها يوم 28-3-2011 من سجن الجلبوع، أكد فيها أهمية دور لجنة المتابعة في مختلف القضايا وعلى أهمية مأسسة دورها وتطرق إلى العديد من القضايا.
وجاءت الرسالة على النحو التالي:
السيد محمد زيدان المحترم
رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية
تحية وبعد،
أرسل اليكم بتحياتي الحارة والخاصة، وكلي أمل بأن تكون بخير والأمور تجري على ما يرام. إنها مناسبة للتعبير عن كبير تقديري لدورك القيادي في رئاسة لجنة المتابعة العليا وتوجيهها في مرحلة عاصفة بالتحديات والأحداث والتطورات الهائلة. وفي إعلاء شأن هذه الهيئة ومن تمثلهم سواء داخليا بين جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل، أم أمام المحافل الإسرائيلية وكذلك جدارة دورها عربيّا،َ إقليميا ودوليّاَ. كل هذا بالإضافة الى بناء واستحداث آليات مكملة لعمل هذه الهيئة المرجعية ومأسسة دورها.
جدير التنويه أيضا العلاقة الآخذه بالتطوّر والتجذُّر بين لجنة المتابعة والجماهير الشعبية، وتعزيز المشاركة الجماهيرية وحضور لجنة المتابعة بقياداتها ورئاستها في كل موقع في النقب والساحل والمثلث والجليل والقدس والضفة وعلى أبواب القطاع المحاصر. كما هو حضورها وتواصلها مع شعوبنا العربية والعالم وهو المسار الآخذ بالتنامي..
إن إنجازات لجنة المتابعة هي إنجازات جماهير شعبنا بكل أطرها وتياراتها ومؤسساتها وأفرادها. وهذه الإنجازات ليست أمراً مفروغاً منه، بل هي نتاج مسار طويل من طريق جماهيرنا الكفاحي، وقيادة جماعية قادرة على إدراك طبيعة المرحلة وجوهر التحديات والثقة المتزايدة والمتعمقة بقوَة الناس- قوة جماهير الشعب وبصدق مواقفها.
كما بودّي التأكيد بأنني كما كل الأحرار- الأحرار خارج السجن هم أحرار أيضا، خلف جدران السجن، ويحمون حريتهم بإرادتهم ولا يتنازلون عن أيه فسحة حريّة بل يسعون دائما للحريّة الكبرى وفكّ الأسرْ.
أحيي دوركم ومن خلالكم لجنة المتابعة العليا في مجمل القضايا، وأخصُّ هنا قضيتي منذ ملاحقتي الطويلة واعتقالي وسجني، التي هي قضية جماهيرية بجوهرها وتواجه بها جماهيرنا إرهاب الدولة الذي يستهدف جماهيرنا وقياداتها وإرادتها. وأؤكد هنا أن دوركم في رئاسة لجنة المتابعة كما هو دور هذه الهيئة ولجانها الشعبية المنبثقة عنها وبالذات لجنة الحريات، أصبح تجسيداً لموقف وثابت وطني مبدئي كفاحي لجماهير شعبنا في ثقافة المقاومة والدفاع عن الحريات والتّحدي والبقاء وعدم التسليم بأيّة فئة أو تيار أو مؤسسة أو شخص وعدم إتاحة المجال للاستفراد به. فكل دفاع عن شخص أو تنظيم أو مؤسسة في هذا السياق، هو دفاع عن النفس الجماعية الوجودية لجماهير شعبنا.
كما أشيد بدوركم أنت شخصيا ومجمل قيادات جماهير شعبنا ومواقفكم الوطنية الصادقة المعهودة في "قضيتي"، سواء بالمشاركة في الأنشطة والاحتجاج أم في حضور جلسات المحاكم أم في الوقوف الى جانب عائلتي ومساندتها.
بعد حوالي الشهر سيكون قد مرّ عام على اعتقالي المتواصل لحكمهم الترهيبي ومحاصرتي في سجنهم. وبهذه المناسبة أؤكد على الصمود والتحدي كما دائما بل أكثر، وبأن الإرادة الحرّة تبقى أقوى من جبروتهم لأنها منتمية الى إرادة شعبنا التي لا تقهر مهما بلغ إرهاب الدولة التي لا تتورع عن شيء ولا عن جريمة إلاّ بقدر ما نواجهها ونكون مستعدين لدفع ثمن مواقفنا. إنها إرادة هدفها ليس فقط الصمود بل وأيضا استعادة الحقّ.
وإن كانت تجربتي بالأسر حديثة العهد مقارنة بكمِّ هائل من الأسرى القدامى الذين مضى على سجنهم حوالي الثلاثة عقود، فإن لسان حالنا جميعاً هو أننا لا نبغي عدَّ السنين في السجن الإسرائيلي- في سجنهم- بل هدفنا هو تقصير فترة الأسر واستعادة الحرية كاملة. وهذه مسؤولية وطنية عليا تقع على عاتق كل شعبنا ومؤسساته وهيئاته وأنصاره.
وعندما نتحدث عن الحريّة وفك الأسرْ، فما يجري في عالمنا العربي هو ثورة حرية. وفك أسر جماعي على مستوى شعوب وأمة. وثورات شعوبنا تعزز ما في شعبنا الفلسطيني وتقرّبه من تحقيق حلمه- حلم الإنسانية جمعاء في الحرية والعودة وتقرير المصير واستعادة كامل الحق. وهناك أهميّة قصوى لما تدركونه بضرورة تعزيز العلاقة والتفاعل مع ثورات شعوبنا.
كما وأرى أهميّة قصوى في أن تتبنى لجنة المتابعة مواقف ونداءات توجهها الى شعوبنا العربية التي تحقق حريتها، وفي مقدمة وأسس هذا التفاعل، هو دعمنا لحركة الشعوب وكذلك دعمنا وتفاعلنا مع حركات التحرر وحركة مقاطعة إسرائيل دولياً ومناهضة تطبيعها عربياًّ.
وفي السياق ذاته وبشكل عيني أرى من الضروري بلورة موقف بل مطلب واضح المعالم نطالب شعوبنا الثائرة أن تضمنه وتفرضه، ألا وهو فك الارتباط وكل أنواع التنسيق الأمني المخابراتي لأية دولة أو سلطة عربية مع إسرائيل ومخابراتها. وهذا امتحان وطني وقومي وأخلاقي لهذه الثورات. وكذلك مطالبة السلطة الفلسطينية بهذا الشأن لأن ترجمة "التنسيق الأمني" على أرض الواقع تعني تحويل الطرف العربي الى أداه للأمن الإسرائيلي. وهناك أهمية قصوى الى رفع مثل هذه الرسالة الى الشعب الأردني حيث ومن تجربة اعتقالي وتلفيق التهم وما يسمّى "الأدلة السرية" تجعلني أدرك جيداً كم هو التنسيق الأمني بين المخابرات الأردنية وإسرائيل كبير وعميق، ولا أستطيع الخوض في التفاصيل حالياً.. والمهم أن نرفع صوتا مدويّاً ومنبِّهاً بهذا الشأن الخطير.
كما وأؤكد ضرورة مطالبة الأنظمة العربية الجديدة ومن خلال الشعوب أن تحمل الهَّم الفلسطيني وتتقاسمه وأن تسعى لدعم كفاح شعبنا في الحريّة والعودة وتقرير المصير وفكّ الأسر.
مع أطيب التمنيات ووافر التقدير
أمير مخول (حيفا/سجن الجلبوع مؤقتا)
No comments:
Post a Comment